أكد شهود عيان من غرداية سقوط قتيلين في الأحداث التي وقعت في منطقة التوزوز أمس، إضافة إلى شرطي لفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى بالعاصمة متأثرا بجراح خطيرة أصيب بها قبل أسبوعين. كما أحصت المصالح الاستشفائية في غرداية إصابة 50 شخصا من بينهم تلاميذ ورجال شرطة ودرك بجروح. ودعا أعيان من عرب غرداية وممثلون ل15 جمعية محلية إلى مقاطعة الدراسة إلى حين توفير الأمن لتلاميذ المدارس، وطالب أعيان يمثلون الميزابيين بالتحقيق في عمليات اعتداء تعرض لها التلاميذ أمس، كما أعلنت لجنة التنسيق والمتابعة بتمديد إضراب التجار إلى غاية انسحاب وحدات التدخل التابعة للشرطة من النقاط الساخنة، وطلبت وضع وحدات قوات التدخل التابعة للدرك الوطني في النقاط الساخنة ومناطق التماس. ونقلت مصالح الأمن على المستوى المحلي تقارير وتوصيات إلى مجلس وزاري خاص اجتمع أمس وكان على اتصال مع والي غرداية، ودرس الاجتماع الوزاري الأمني الذي ضم مسؤولي الشرطة والدرك ووزراء الداخلية والعدل إمكانية فرض بعض الإجراءات الاستثنائية بغرداية للحفاظ على الأمن في هذه المدينة المضطربة، وأهم إجراء تمت التوصية بشأنه شن حملة اعتقالات واسعة النطاق في بعض أحياء المدينة بناء على تحريات الشرطة والدرك. ويحتاج شن مثل هذه العملية التي أثمرت في عام 2010 عن وقف العنف في بريان بعد أن تواصل سنة ونصف، لموافقة النيابة العامة ومن ورائها وزارة العدل، كما تقرر على المستوى المحلي تعميق التحقيق حول 30 شخصا مشتبه فيهم بإثارة الفتنة والكراهية عبر شبكة التواصل الاجتماعي والتحريض على العنف من خلال تجمعات وخطب، وتشرف النيابة العامة لدى مجلس قضاء غرداية على التحقيقات التي تجري بالتعاون مع مصلحة مكافحة الجريمة الإلكترونية التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني. وجاء هذا بعد تجدد أعمال العنف صباح أول أمس في بعض المواقع التي لم تكن ضمن النقاط الساخنة بغرداية، وبدأت في ثانويتين في بلدية بنورة بعد الاعتداء على طالبات وطلبة داخل الثانويتين، وتطورت الأوضاع بسرعة إلى اشتباكات شارك فيها شباب من خارج الثانويتين، وزادت الأوضاع تدهورا بعد غلق طرق في عدة مواقع بالمدينة، ثم امتدت المواجهات وعمليات التخريب إلى حي شعبة النيشان ومناطق التماس بين بلديتي غرداية وضاية بن ضحوة. وكان أغلب تلاميذ المدارس أمس قد قاطعوا الدراسة حتى قبل اندلاع أعمال العنف، كما تعرض عشرات التلاميذ في عدة مؤسسات تربوية للاعتداء من قبل غرباء، وهو ما استدعى تدخل قوات الأمن، وأعقب هذا اندلاع أعمال العنف في عدة أحياء، كما تعرضت واحات نخيل وأملاك خاصة ومحلات تجارية ومستودعات للحرق طيلة اليوم، ورغم ضخامة تعداد القوات التي خصصت لضبط الأمن في مدينة غرداية فإنها بدت غير كافية للسيطرة على مدينة يفوق عدد سكانها الإجمالي 200 ألف نسمة في 4 بلديات. وتكررت شكاوى السكان من تأخر وصول النجدة بالنسبة للأسر التي تتعرض للاعتداء داخل بيوتها في عدة أحياء، والمثير في كل هذه الأحداث هو أن اجتماعات التنسيق التي بين أطراف الأزمة التي تواصلت طيلة أسابيع لم تسمح بالتقدم ولو خطوة واحدة نحو التهدئة.