لم يفاجئ إعلان الشيخ عبد الله جاب الله، أمس، بمقاطعة الانتخابات الرئاسية ل17 أفريل، المتتبعين، فالقرار كان جاهزا منذ أشهر، ويبدو أن اقتراب إعلان الرئيس بوتفليقة لترشحه زاد في قناعته في عدم جدوى المشاركة في هذه الانتخابات بعد حضور لم يكتمل في 1999 ومشاركة في انتخابات 2004. قال جاب الله في افتتاح أشغال دورة لمجلس شورى الجبهة، أمس بالعاصمة، إن الانتخابات في الجزائر في ظل هذه الظروف ” ستكون أسوا من السابقة”. وأن ”أفضل خدمة للحق هو مقاطعة الباطل”، مذكرا أنه سبق له الدعوة لمقاطعة الانتخابات في جويلية الماضي، في غياب ضمانات بنزاهتها، لافتا إلى مقترح قدمه نواب حزبه لتعديل قانون الانتخابات يتضمن إجراءات لضمان إجراء انتخابات شفافة ونزيهة، يوجد حبيس أدراج مكتب المجلس الشعبي الوطني. وبرر جاب الله قراره بعدم المشاركة بالقول ”النظام رفض سحب تنظيم الانتخابات من وزارتي الداخلية والعدل وإسناده إلى هيئة مستقلة”، و”استمرار السلطة في لعب نفس السيناريوهات السابقة للمسرحية الانتخابية”. وأظهر رئيس جبهة العدالة والتنمية معارضة شديدة لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة جديدة، وتوجه إلى أعضاء مجلس شورى الحزب بتساؤل: ”هل يليق أن يتقدم لقيادة الأمة من ليس قادرا على خدمة نفسه، مع أن المرض ليس عيبا، ولكن العيب أن لا يعرف المريض قدر نفسه، وأن لا يعرف أهله قدر وضعه”. وكانت حمس والنهضة قررتا بدورهما مقاطعة الانتخابات الرئاسية، رفقة الأرسيدي، وينتظر أن تكتمل دائرة المقاطعة بمزيد من الأحزاب التقليدية. واستغرب جاب الله عدم فتح تحقيق في اتهامات أطلقها قائد الناحية العسكرية الثالثة الأسبق اللواء حسين بن حديد، في حواره مع ”الخبر”، ومنها نهب وتبديد 49 مليار دولار منذ وصول الرئيس بوتفليقة إلى الحكم، وقال: ”فهذا تصريح في منتهى الخطورة”، وأضاف: ”على الشارع والساسة والإعلاميين أن يصرخوا في الشوارع للمطالبة بثرواتهم”. من جانب آخر تساءل رئيس جبهة العدالة عن خلفيات الصراع الحاصل بين المؤسسة العسكرية والرئاسة وقال: هل هو صراع أغراض.. أم له أهداف أخرى؟ محذرا من أن ”صراعا بين مؤسستي الرئاسة والأمن العسكري، سيدفع ثمنه الشعب”، منتقدا الجانبين وقال ”عوض أن يتكاملا وينسقا لخدمة الشعب، أصبحت كل مؤسسة تكشف عورات الأخرى”.