انتقلت أمس عدوى الاضطرابات التي شابت قطاع التربية لأربعة أسابيع متتالية إلى التلاميذ، حيث عمد هؤلاء إلى استخلاف أساتذتهم في الاحتجاج عن طريق هجر قاعات الدراسة والخروج إلى الشوارع، من أجل المطالبة بتحديد عتبة الدروس وتثبيت العطلة الربيعية. شهدت أمس أغلب الثانويات في ولايات بومرداس، جيجل، قالمة، أم البواقي، برج بوعريريج، وهران، باتنة، المدية، الشلف، تيبازة، البويرة، تيارت وبنسبة قليلة في الجزائر العاصمة على غرار ثانوية قاصدي مرباح في برج البحري، خروجا جماعيا للتلاميذ المقبلين على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا للموسم الدراسي الجاري، مطالبين بتحديد العتبة وتثبيت العطلة الربيعية. وقد تجمع التلاميذ المضربون في ساحات الثانويات ورفضوا الالتحاق بمقاعد الدراسة، قبل لجوئهم إلى تنظيم تجمعات احتجاجية أمام مقرات مديريات التربية، حيث طالبوا الوزارة الوصية بالإسراع في تحديد العتبة، باعتبار أن الوقت الذي يفصلهم حاليا عن موعد الامتحانات غير كاف لمزاولة كافة الدروس المقررة في البرنامج، لاسيما بعد توقفهم عن الدراسة لأزيد من 3 أسابيع بسبب إضراب الأساتذة. كما عبر التلاميذ المحتجون عن أملهم في أن تستجيب الوزارة لطلبهم وتقوم بتحديد العتبة قبل نهاية الشهر الجاري، بما يمكنهم من برمجة أنفسهم لمراجعة الدروس وفق ما تبقى من فترة زمنية. وأكد رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ الحاج دلالو أن بعضهم خرجوا إلى الشوارع، مُخلفين الدراسة في بعض ولايات الوطن، على خلفية رسالة على فايسبوك سرّبت في أوساط التلاميذ معلومات مغلوطة تفيد بأن وزارة التربية الوطنية ستعمد إلى التضحية بحقهم في العطلة لجبر آثار إضراب الأساتذة واستدراك الدروس الضائعة، فضلا عن حرمان التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا من الشهر المخصص للمراجعة قبل حلول أجل هذا الامتحان المصيري، الأمر الذي لا يعدو أن يكون مجرد إشاعات مغرضة على حد قوله. فيدرالية أولياء التلاميذ لولاية بومرداس والجمعيات المنضوية تحت لوائها نظمت هي الأخرى أمس وقفة احتجاجية أمام مقر مديرية التربية، تنديدا ورفضا لتصرفات الأساتذة المنبثقة عن الإضرابات المتتالية لنقابات القطاع خاصة في الوقت الحساس، بحيث اعتصم العشرات من أولياء التلاميذ ابتداء من الساعة العاشرة صباحا تلبية لنداء الفيدرالية عقب الاجتماع بممثليها في البلديات والدوائر، والتي دعت إلى استرجاع حق الأبناء في التعليم المشار إليه في المادة 72 من القانون التوجيهي للتربية الوطنية 08/04. وحسب بيان الفيدرالية الموجه إلى وزير التربية عن طريق مديرية التربية للولاية والتي تسلمت “الخبر” نسخة منه، أكد فيها أعضاء الفيدرالية على بضعة نقاط يجب اتخاذها حتى لا يضيع مستقبل التلاميذ أكثر، حيث دعت الفيدرالية إلى عدم تمديد السنة الدراسية الجارية لأكثر من 20 يوما، وعدم المساس بعطلة الربيع كما كان الحال بالنسبة لعطلة الشتاء من قبل لأن العطلة ممنوحة قانونا للتلاميذ، كما أكد البيان على إمكانية دمج الفصلين الأول والثالث في حسابات المعدلات للتلاميذ غير الملزمين بالامتحانات الرسمية. وبالنظر إلى التجارب السابقة التي عاشها القطاع في المواسم الدراسية الماضية، فإن الخرجة التي استظهرها بعض التلاميذ أمس كانت متوقعة، باعتبار أن هؤلاء تعوّدوا تحيّن الفرص للمطالبة بتحديد عتبة الدروس، من منطلق أنهم يرفضون أن يكونوا ضحية لأوضاع لم يكونوا سببا أو طرفا فيها، خاصة أن إضراب هذه المرة جاء في توقيت حسّاس يتزامن مع اقتراب نهاية الثلاثي الثاني المعروف بقصر مدته، والممهد لامتحانات نهاية السنة.