يفتح رئيس اتحاد الشاوية عبد المجيد ياحي في هذا الحوار الذي خص به “الخبر”، أمس، النار على رئيس الفاف محمد روراوة، متهما إياه بالوقوف مباشرة في قرار معاقبته بالحرمان مدى الحياة، واصفا القرار بالعنصري والدكتاتوري، وبأنه جاء لتصفية حسابات مع ابن مدينته الصحفي هشام عبود. كيف استقبلت عقوبة الحرمان من ممارسة النشاط الرياضي مدى الحياة؟ هي عقوبة “عنصرية” و«ديكتاتورية”، لماذا لم يتم معاقبة ممن انتقدوا روراوة بشدة في السابق، فأحد رؤساء الأندية، دون ذكر اسمه، قال لرئيس الفاف بالحرف الواحد: “عندما كنت في السنوات الماضية أمتلك سيارة ألمانية، كان عملك هو تمزيق التذاكر في إحدى بوابات قاعات السينما بالجزائر العاصمة”، لكن هذا الرئيس لم يعاقب.. .. تقصد حناشي بكلامك؟ ليس حناشي فقط، فمدوار أيضا انتقد رئيس الفاف مؤخرا في الإذاعة، وقال إنه ليس نبيا، غير أن الرابطة لم تعاقب أحدا واكتفى بمعاقبتي، لأنه “حڤار”.. كما عاقب في وقت سابق رئيس شباب باتنة فريد نزار وأسقط فريقه، كما عاقب رئيس وفاق سطيف حسان حمّار، وهذه العقوبة أعتبرها إنذارا موجها لجميع رؤساء الأندية حتى يتفادوا في المستقبل توجيه أي انتقادات للهيئات الكروية في بلادنا . هل كنت تتوقّع عقوبة مماثلة؟ نعم كنت أتوقّعها، لأن روراوة في الجمعية العادية للفاف قال بالحرف الواحد: “ياحي ننفيه من كرة القدم”، والأكثر من هذا تلفظ بعبارات مهينة في شخصي ووصفني بصاحب السوابق العدلية، وبأنه أخرجني من السجن، هذا ما دفعني لرفع دعوى قضائية ضده على مستوى المحكمة الابتدائية بأم البواقي بتهمة القذف والإهانة، وأعطيه موعدا في العدالة الجزائرية من أجل استرجاع حقوقي كاملة. في رأيك، ما هو السبب الرئيسي لمعاقبتك بهذه الطريقة؟ السبب الرئيسي لمعاقبتي هو رغبة رئيس الفاف في الانتقام من الصحفي هشام عبود، هذا الأخير الذي نشر في جريدته الخاصة المسماة “جريدتي” ملفا خاصا حول فضائح الفاف والاختلاسات المالية المسجلة. ومثلما يعلم الكثيرون، فإن الصحفي هشام عبود من أبناء مدينة أم البواقي، وقد وجد روراوة أخيرا الوقت المناسب للانتقام منه عن طريق حرماني من ممارسة نشاط كرة القدم مدى الحياة. هل العقوبة لها أبعاد سياسية، لأنك معروف بمساندتك للمرشح بن فليس؟ كل شيء ممكن بخصوص سؤالك، لكن ما أؤكده ثانية بأن عقوبتي كان دافعها الرئيسي هو الانتقام من هشام عبود بطريقة غير مباشرة . هل ستتقدم بطعن للتخفيف عن العقوبة؟ سأقدم طعنا واحدا على مستوى هيئة وحيدة، وهي المحكمة الرياضية “التاس”، وربما قد ألجأ إلى الفيفا، عدا ذلك لست مستعدا للجوء إلى لجان يكون الحكم والخصم فيها روراوة، لأن هذا الأخير هو الرئيس الفعلي لجميع اللجان في كرة القدم الجزائرية، حيث يعد هو رئيسا للفاف ورئيسا للرابطة ورئيسا للجنة التأديب والعقوبات، وهو ما جعلني في كثير من تدخلاتي أنادي بضرورة نزع الصلاحيات والمسؤوليات الكثيرة من يد شخص واحد، وهو محمد روراوة. هل تعتقد أن لجنة الانضباط التي يرأسها حداج تلقت الأوامر من روراوة لمعاقبتك؟ هذا أكيد، بدليل أن حداج وبنفسه أكد لي عندما سلطت علي العقوبة الأولى قبل ثلاثة أشهر، أنه لم يكن مسؤولا عن هذا القرار. بعد العقوبة، هل وجدت الدعم من قبل زملائك من رؤساء الأندية؟ وجدت تضامنا كبيرا من قبل الجمهور الرياضي الجزائري في 48 ولاية، بدليل الاتصالات التي تلقيتها من قبل لجان الأنصار لكثير من الأندية، وحتى الرؤساء اتصلوا بي وأعلنوا عن مساندتهم لي، لأنهم يعلمون جيدا بأن العقوبة تعد بمثابة إنذار موجه إليهم من أجل التزام الصمت أمام ما يقوم به روراوة. هل ستؤثر سلبا على طموح فريقك في الصعود إلى القسم الأول؟ لا أعتقد ذلك، لأن أم البواقي كلها مجندة حول الفريق من أجل صعوده إلى بطولة القسم الأول المحترف، لكن أقول لروراوة إنني سأظل رئيسا للفريق، لأن الأعضاء المساهمين في الشركة الرياضية التجارية هم من لهم الحق والشرعية في إقالتي من منصبي. ولو يريد روراوة إبعادي، فعليه أن يحل بأم البواقي ليشتري حصتي في الفريق. غبت عن الجمعية العامة العادية ل” الفاف” حتى تتفادى مواجهة روراوة، هل هذا صحيح؟ عدت في ذلك اليوم إلى مقر سكناي بأم البواقي لأمور عائلية طارئة، ولم أتعمّد الغياب مثلما يعتقد البعض. وصراحة، كنت أتمنى الحضور كي أطرح سؤالا وحيدا على روراوة قبل المصادقة بعدها على التقريرين المالي والأدبي . ما هو هذا السؤال؟ من الذي استفاد من علاوات تأهل المنتخب الوطني الأول إلى مونديال البرازيل 2014 دون اللاعبين وأعضاء الطاقم الفني والتقني؟. وهل تملك الإجابة؟ إذا كان روراوة “راجل” وإنسانا نزيها، فهو من يجيب عن السؤال. وعلى كل حال، فحتى حصيلته الأدبية بحاجة لمساءلة، فتأهل المنتخب الوطني للمونديال لا يحجب بالمقابل النتائج الكارثية لمنتخبات الفئات الصغرى، وهو ما يمكن وصفه بالوجه الحقيقي لتسيير روراوة. وماذا تقول في الأخير؟ أقول لهم جملة واحدة وهي: “كاين ربي الفوڤ” وأدعو لاعبي التشكيلة مضاعفة الجهود لتحقيق هدف مدينة أم البواقي في الصعود إلى بطولة القسم الأول .