منذ بداية الصراع في سوريا، في 2011، توافدت أفواج من "الجهاديين"، سواءً أفراداً أو مجموعاتٍ، للانضمام لصفوف القتال تحت لواء العديد من الجماعات "الجهادية" في البلاد، ولم تتشكل هذه الأفواج من دولة بعينها أو منطقة بذاتها، بل شملت عرباً وأجانب من كافة أنحاء العالم، جاءوا من أوروبا، وأفريقيا و أستراليا وآسيا الوسطى وأمريكا الشمالية. وفيما تشير التقارير إلى وجود جهاديين من أكثر من 74 دولة، لا تتوافر لدينا إلى الآن سوى معلومات عن 59 دولةً منها، مستعينين في ذلك بتقارير "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى"، وبيانات وزارات خارجية بعض الدول، مثل إندونيسيا وفرنسا، ومراكز استخباراتية محلية، مثل المخابرات الفرنسية والألمانية الفنلندية والهنغارية، في الإيفاء بالعدد المقدَّر للرعايا المنضمين لصفوف الجهاد في سوريا من كل دولة على حدة. وبينما تتراوح أعداد الجهاديين، غير السوريين، المتجهين للجهاد في سوريا بين 11 و13 ألفاً، نورد لكم في هذا الرسم التوضيحي الحدّ الأدنى والأعلى لأعداد الجهاديين المقدَّرَة في كل بلد، لتكون الصورة أقرب للدقة. الدول العربية في الصدارة وتكشف هذه الأرقام احتلال كل من الأردن(بما يتراوح بين 500 و 2089 جهادياً)، والسعودية (بما يتراوح بين 386 و 1016 جهادياً)، المرتبتين الاولى والثانية، بينما تأتي تونس في المرتبة الثالثة (بما يتراوح بين 382 و970 جهادياً) في انضمام الجهاديين للقتال في سوريا، فيما تأتي كل من الهند ونيوزيلندا في ذيل القائمة، حيث لم تتوفر أرقام معينة لأي منهما في التقارير، رغم تأكيد نزوح مقاتلين منهما لسوريا. ويأتي في ذيل القائمة أيضاً كل من رومانيا وهنغاريا وبلغاريا وعمان، وسويسرا ولوكسمبورغ والنمسا بجهادي واحد فقط من كل منهم. إلى ذلك، تراوحت أعداد الجهاديين البحرينيين في سوريا ما بين 12 (حسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى) و1420 (حسب موقع المونيتور). وفي لبنان، قُدِّر الحد الأقصى للمقاتلين ب 890 جهادياً، و556 من ليبيا، و358 من مصر، و247 من العراق، و123 من الجزائر، و96 من السودان، و91 من المغرب، وما يتراوح بين 74- 114 من فلسطين، و 72 من الكويت، و 15 من قطر، و14 من الإمارات، و2 فقط من موريتانيا، و110 من اليمن - بحسب معهد واشنطن (فيما ذكر موقع يمن لايف أن أعداد الذين قضوا حتفهم من الجهاديين اليمنيين في سوريا فاق 517 قتيلاً). نصيب الأسد كما تراوحت أعداد الجهاديين من الأراضي الفلسطينية (1948) بين 15 و20 جهادياً، فيما تراوحت بين 63 و500 جهادياً من تركيا، و12 إلى 23 مقاتلاً من أفغانستان، و3 جهاديين من إيران، فيما أفادت رويترز بمشاركة "المئات" من الجهاديين من باكستان، بينما ذكر معهد واشنطن، في ديسمبر(كانون الأول) 2013، أن العدد يتراوح بين 7 و330. وتحظى أوروبا بنصيب الأسد، حيث توافد جهاديون من كل من فرنسا(500- 700 جهادياً)، وبلجيكا(76 - 336)، وبريطانيا(43-366)، وألمانيا(34-240)، وهولندا(100- 200)، والشيشان(36-186)، وكوسوفو(100-150)، وألبانيا(100-140)، وإسبانيا(34-95)، والدنمارك(25-90)، والسويد(39-87)، وإيطاليا(45-60)، وأوكرانيا(50 جهادياً)، والنرويج(33-40)، والبوسنة (18-60)، وإيرلندا (11-26)، وفنلندا (4-30)، ومقدونيا (3-36)، و3 جهاديين من صربيا. وفي آسيا، أفادت وزارة الخارجية الإندونيسية بانضمام 50 إندونيسياً لصفوف "الجهاديين" في سوريا، بينما تراوح العدد في روسيا بين 9- 423، وفي كازاخستان بين 14-150، وفي الصين ما بين 6 و 100 جهادي، وفي قرغيزستان تراوح بين 9-30، وفي أذربيجان، بين آسيا الغربية وأوروبا الشرقية، 12 جهادياً. أما من الولاياتالمتحدة، فأفادت صحيفة نيويورك تايمز أن حوالي 70 أمريكياً انضموا لصفوف الجهاديين، وتراوح العدد في أستراليا بين 23 و205 جهادياً، بينما تراوح بين 9 و 100 جهادياً في كندا. يذكر أن معظم البيانات المشار إليها تمتد من تاريخ ديسمبر (كانون الأول) 2013، إلى أبريل (نيسان) 2014، واستناداً لما توصلنا إليه من تقارير وتصريحات ومعلومات، وإن أي خطأ في دقة المعلومات هو ناجم عن عدم توافرها كاملةً من المصادر التي ساقتها.