في البداية كيف هي أحوال ”زبانا”؟ ”زبانا” يواصل حياته، الأسبوع الفارط كان حاضرا في مهرجان السينما السياسية في بوينس آرس، وهي المرة الثانية التي يعرض فيها بالعاصمة الأرجنتينية، حيث عرض قبلها في الفاتح من نوفمبر ونال جائزة الجمهور، ونناضل اليوم من أجل عرض الفيلم على الشاشات الفرنسية.. هل يحتاج الفيلم إلى دعم سياسي حتى يعرض في فرنسا؟ أفضل الحديث عن الدعم المعنوي، في فرنسا تحول الفيلم إلى قضية سياسية، أما نحن فنريد أن نبعده عن السياسة، لكننا نحتاج في كل الحالات إلى المرافقة، خاصة أن الطلب على الفيلم في فرنسا كبير، فليس أقل من 150 قاعة سينما طلبت منا تمكينها من عرض الفيلم. وعليه، فإنه بإمكاننا عرض الفيلم في 150 مدينة فرنسية خلال ستة أشهر. في المقابل، فإن الفيلم يواصل دورته في الجزائر، ومازلنا ننتظر من وزارة التربية أن تطلب منا ”دي في دي” الفيلم من أجل عرضه في المؤسسات التربوية. وبالنسبة لسعيد ولد خليفة هل هناك حياة بعد ”زبانا”؟ كانت هناك حياة قبل ”زبانا” وستستمر طبعا، هذه المهنة اخترناها فلا أحد يمكن أن يصبح مخرجا سينمائيا بالتعيين، كما لا يمكن لأحد أن يعلن نفسه مخرجا، نحن مخرجون بأعمالنا، فأنا شخصيا لم أدخل مدرسة متخصصة في مهن السينما، لكني في المقابل كنت أشاهد ما لا يقل عن 500 فيلم في السنة بقاعة السينماتيك.. وعليه أؤكد لكم بأني مازلت أحلم بالسينما. هل من مشاريع تحول هذا الحلم إلى حقيقة؟ أنا الآن بصدد الاشتغال على سيناريو لعمل حول حراس مواقف السيارات في الجزائر، يفترض أن يحمل عنوان ”باركينغر”، سأحاول أن أكمله قبل نهاية السنة، هو ليس فيلما وثائقيا، لكني في المقابل لا أريد أن أنتج عملا يقترب من الخطابة. بعدها سأنتقل إلى مشروع أراه طموحا جدا، ويتعلق الأمر باقتباس لرواية كمال داود حول ألبير كامو الذي أثار إعجابي من منطلق أنه يحمل نظرة جزائرية للموضوع. أنت تعرف جيدا السينما عموما والسينما الجزائرية بصفة خاصة، ومعروف أن وزيرة الثقافة الجديدة نادية شرابي مخرجة ومنتجة، كما أن صداقة تربطك بها.. ما هي الرسالة التي يمكن أن توجهها لها للنهوض بالقطاع الذي مازال عاجزا عن تجاوز كبوته؟ في البداية أريد أن أؤكد على أن صديقتي هي نادية شرابي المخرجة وليس الوزيرة التي يفترض أن أعاملها كمسؤولة فقط، فالأصل أن لا نربط علاقات شخصية مع الوزير لتحقيق مصالح ولكن أن نربط علاقات مع الوزارة مبنية على مبدأ الحقوق والواجبات.. نادية شرابي امرأة ميدان، وأستاذة جامعية وتملك من الذكاء والتجربة ما سيمكنها من تقديم شيء جميل للقطاع، مع الإشارة إلى أنها وزيرة الثقافة وليس السينما فحسب، وإن كانت السينما جامعة لكل فنون الإبداع الأخرى كالأدب والموسيقى والصورة.. الأكيد أن البداية يجب أن تكون بالحوار مع فاعلين يشعرون اليوم باليأس، يأس أشاطرهم فيه، وأقول بأن الحركة يجب أن تكون سريعة والقرارات مستعجلة، لأن الجزائر ليست فقط المنتخب الوطني لكرة القدم وإن كنت أدرك مدى أهمية موقع هذا الأخير في الثقافة الجزائرية.