بمرافعته لصالح تعيين قيادة جماعية لتحضير المؤتمر القادم للأفالان، يكشف صالح ڤوجيل، أن الأزمة داخل الحزب العتيد قد وصلت منطقة ”الخطر” التي تهدد بتفتيت الحزب الواحد سابقا، أمام تشبث عمار سعداني بشرعيته التي حاز عليها في دورة الأوراسي وبين إصرار بلعياط وجماعته على عقد دورة للجنة المركزية لتعيين أمين عام جديد خلفا لبلخادم. هل تساءل صالح ڤوجيل في رسالته ”الأفالان... إلى أين؟”، هي رسالة موجهة إلى أعضاء اللجنة المركزية ومناضلي الحزب وإطاراته الذين تفرقوا بين مؤيد لسعداني ومعارض له؟ أم أنها رسالة موجهة في المقام الأول إلى أجنحة السلطة حول الحل للخروج من النفق الذي دخل فيه حزب السلطة الأول والذي بدأت تداعياته ”تهدد وحدة واستقرار البلاد”، مثلما جاء في رسالة السيناتور في مجلس الأمة؟ لقد قدم صالح ڤوجيل ”ورقة طريق” يمكن بها في اعتقاده، الوصول إلى تحضير المؤتمر القادم للحزب لإخراج ”قيادة منتخبة ديمقراطيا” كما قال، وسينتج عنه أيضا برنامج ”يسمح للمناضلين والمناضلات التأهب لمواجهة بكل ثقة التحديات والرهانات المستقبلية”، لكن مثل هذه الخريطة التي سبقتها مبادرات أخرى ابتداء من لجان الصلح والعقلاء وغيرها، لم تستطع إنهاء أزمة الحزب المستمرة منذ 2003 إلى اليوم، من جهة الظاهر فيها أنها جراء حالة الانقسام داخل هياكل الحزب من محافظات وقسمات وحتى وسط نوابه ومنتخبيه، أما من جهة الخفي والمتستر وهو الأهم، أن الحزب جزء من السلطة وحطت بساحته نفس الخلافات والصراعات التي بداخلها، وهو ما صعب على مناضلي الحزب مسك أزمة الحزب من قرونها، بعدما فقد الأفالان كحزب سلطة صنع قراره. إن نجاح سعداني في الحصول على تزكيته كأمين عام للحزب في دورة الأوراسي، رغم الإشكالات القانونية التي رافقتها، تعني أن جناحا في السلطة يدعم صفوفه، على حساب جناح بلعياط المدعوم هو الآخر من جهة أخرى في السلطة والذي يسعى إلى تنحية سعداني من خلال استدعاء دورة للجنة المركزية حددت تواريخها على مرتين قبل تأجيلها، بفعل رفض مصالح وزارة الداخلية تسليمهم رخصة لذلك، وهو أمر مرتبط بموازين القوى أكثر منه بقاعدة الحزب وتوقيعات لجنته المركزية. وبين تمسك سعداني بشرعيته وبين إصرار بلعياط على تنحيته، تأتي علامة الاستفهام الكبرى التي طرحها صالح ڤوجيل ”الأفالان... إلى أين؟، كنداء استغاثة إلى الجهات النافذة في الحكم، على أن الحزب يختنق بفعل غلق قطعة الفلين لعنق الزجاجة، وهو وضع ليس ببعيد عن السؤال الذي طرحه ذات يوم الراحل محمد بوضياف ”الجزائر.. الى أين؟ لكنه رحل وبقي السؤال.