أكدت مصادر من المديرية، في وقت سابق ل”الخبر” أن عدة عائلات، أضحت في الآونة الأخيرة تتخذ من الشارع مأوى لها للمبيت متحملة ظروف الطبيعة المختلفة من برودة الطقس وحرارته، برفقة أطفال صغار وحتى من هم في سن الرضاعة، وهو ما جعل مديرية النشاط الاجتماعي تقوم بمتابعتها محاولة لمعرفة أسباب وجودها في تلك الحالة المأساوية والبحث عن إمكانية لتقديم يد المساعدة لها. وحسب ذات المصادر، فقد تبين أن الأمر يتعلق بشبكات تقوم بجلب هذه العائلات من ولايات أخرى، بغية استغلالها في التسول وسلبها بعد ذلك عائدات ما يقوم أفرادها بجمعه، فبعد التقدم من إحدى هذه العائلات بالقرب من مسجد الإمام مالك للتأكد من هوية أفراد، اتضح أن لا علاقة للذي زعم أنه رب تلك العائلة بالمرأة التي كانت هناك ولا حتى بالأطفال الصغار ومنهم رضع، وأن تركيبهم كعائلات يتم وفق إملاءات هذه الشبكات التي يبقى القائمون عليها مجهولين لحد الآن، لأن تلك العائلات وقبل وصول مصالح الأمن إليها، توقفت عندها سيارات أجرة وفرت بها إلى وجهة مجهولة، وهو الأمر الذي جعل مديرية النشاط الاجتماعي تعتقد أن هذه العائلات التي تقوم بصناعة ديكور التسول أمام أبواب الإدارات العمومية والساحات والمساجد نهارا، هي جزء من هذا النسيج الشبكي الذي يصنع في نفس الوقت ديكور المدينة ليلا، في وقت شرعت فيه هذه الأخيرة باتخاذ إجراءات لمكافحة هذه الظاهرة. ولا يتأتى ذلك ما لم يتم القبض على رؤوس هذه الشبكات، ومعرفة من يقف وراء تعذيب عشرات الرضع والأطفال في عز البرد وفي قر الصيف وتركيب العائلات الوهمية وتقسيم المهام وتخصيص المواقع المربحة من غيرها وهكذا دواليك. إلى ذلك لم تعد عديد العائلات السورية النازحة مؤخرا، والتي اتخذت معظمها من أحد الفنادق البسيطة مأوى لها، تركب هذه الحرفة لكسب قوت عيشها، حيث لوحظ في الآونة الأخيرة أن منها من امتهن بيع المصاحف وكتب الأذكار وغيرها من المقتنيات التي يتم تعليقها في السيارات سبيلا لكسب الرزق وتوفير ما تيسر لضمان المأوى والأكل لأبنائها، بعيدا عن مزاحمة هذه الشبكات التي يزداد نشاطها في الغالب مع بداية شهر رمضان وغيرها من المواسم الدينية الأخرى، ويفضل المحسنون مساعدة هذه الفئة من النازحين السوريين لظروفهم الصعبة من قبيل التعاطف، وبشعار “ارحموا عزيز قوم ذل”.