أضحت ظاهرة التسول في المجتمع الجزائري ظاهرة شائعة نظرا لكثرة المتسولين المنتشرين في مختلق الشوارع و الطرقات فمن تسول الرجال إلى تسول النساء مع أولادهن و بناتهن حيث نجدهم يملئون الطرقات طالبين لقمة العيش و الحليب من أجل أبنائهم لكن المشكل هو أن بنات مراهقات في مقتبل العمر بين 14و 17 من العمر يحترفن مهنة التسول سواء على حافات الأرصفة أو أمام المحالات التجارية أو في الطرق السريعة حاملين معهم أطفالا رضع ، حيث أحصت بعض التقارير أن عدد المتسولات على الخصوص في ت زايد مستمر و هو بالشيء الذي يرفضه المجتمع من كافة أطرافه لما يسببه من تشويه الصورة الحسنة للمدينة و وسلوكات لا أخلاقية تواجهها أو تفعلها النساء شروق وأمين '' التسول أصبح وظيفة لمن يحترفه '' وقفت الاتحاد في هذا الموضوع على أخذ بعض الآراء حول هذه الظاهرة و كانت شروق صاحبة 21 سنة من بين الأشخاص الرافضين لمثل هاته الظاهرة '' التسول في الحقيقة هو ظاهرة أصبحت شائعة في مجتمعنا هاته الأيام إذا كان الإنسان قادر على العمل فلماذا التسول ؟ هم في الحقيقة ليس بنقص في الأموال أو ما إلى ذلك بل يعتبرونها عادة سيئة يصعب عليهم التخلي عنها ''، أما أمين فيرى أن المسكين و المحتاج أكثرهم لا يمدون بأيديهم للناس حرجا منهم ، فهو يظن أن هناك جماعات تعمل على نشر العديد من المتسولون و متسولات في الشوارع من أجل جني المال فهم حسبه يمتهنون و يحبون حرفة التسول عكس ما يظهروه للناس من إحتياجات أما حليم فيرى أنا التسول أصبح كارثة لما يفعلونه حيث يقومون بإحراج الناس وسط الطريق . طرق التسول ..تختلف بين متسول لآخر تحولت الكثير من الفضاءات العمومية إلى أمكنة خاصة بالمتسولين، حيث خرجت الظاهرة عن نطاقها عندما أبدعت هذه الشريحة آليات لاستعطاف المارة، حيث ما وليت وجهك إلا وتجد متسولين أمام المساجد، البنوك، مراكز البريد، الأسواق، التجمعات السكانية، أمام المواصلات والمستشفيات ، الطرق السريعة المحالات التجارية و الأسواق .. حيث كان التسول في الماضي مرادف لخدش كرامة الإنسان، فقد كانوا يقصدون المنازل لا الشوارع للحصول على ما يحتاجونه من مأكل وملبس بدون إزعاج أو إلحاح أو افتعال الأكاذيب ويرضون بالقليل، أما في الوقت الحاضر فقد أصبح التسول عبارة عن مهنة مقننة، تجارة واستثمار حيث تفننوا في أحدث الطرق والأساليب للاحتيال بحيث أبدعوا آليات لكسب شفقة المارة الذين يتأثرون للمشهد، فكل هذه الآليات تدخل ضمن إستراتيجية التسول كثير من المتسولين من الذين يدعون ويمثلون أنهم لديهم عاهات أو من أصحاب العاهات فعلاً الذين يقفون في المساجد أو المقاهي أو الأسواق أو في الطرق العامة يمدون أيديهم طلباً للنقود. إضافة إلى المتسولون الذين يدعون أن أموالهم قد تم سرقتها وأنهم مسافرون إلى مدينة بعيدة، وأنهم يحتاجون إلى العديد من النقود لكي يستطيعوا السفر إلى بلدهم، وهذه الفئة ينادون على شخص بمفرده يتوسمون فيه أنه سوف يدفع لهم، وإذا مر الشخص الذي دفع النقود لهذا المتسول بعد فترة قصيرة على نفس المكان فسوف يجد نفس المتسول يطلب منه المال للسبب نفسه، ولكي نتبين أن الذي يطلب المال للسفر هل هو متسول أم هو مسافر قد سرقت أمواله فعلاً اقترح على المواطن العادي أن يدعي أنه مسافر إلى نفس المكان أما النوع الآخر من المتسولون يدعون المرض لأنفسهم أو لأحد من أقاربهم، وفي الغالب يكون معهم شهادة مزورة مختومة بختم غير واضح، وكتابة في الغالب غير واضحة تبين أنه (أو أنها) أو أحد ذويهم مريض، وهؤلاء تجدهم في عدة أماكن، إما في وسائل المواصلات يقولون بعض الجمل التي يحفظونها عن أحوالهم ثم يمرون يجمعون الأموال من الركاب، أو منهم من يستخدم تاكسي أو يجوب القرى والأحياء الشعبية يتحدثون من خلالها عن أحوال المرض والعمليات الجراحية التي يحتاجونها هم أو ذويهم، ولفضح إدعائهم إذا قلت له أني طبيب ومستعد للكشف ولعلاج الحالة، فسوف تجدهم يفرون. و آخرون يدعون أنهم بحاجة لصرف العلاج ومعهم الوصفة الطبية يريدون صرف الدواء، وإذا قلت لهم أني طبيب وأروني الوصفة، أو قلت أني صيدلي وسوف أعطيك الدواء ففي الغالب سوف يرفضون. الأطفال المتسولون الذين يجوبون الشوارع في المدن، أو يقفون عند إشارات المرور، أو في الشوارع والساحات، وقد يكون هؤلاء الأطفال من أطفال الشوارع الذين لا أهل لهم ويبيتون في الشوارع، أو يتبعون تنظيم عصابات، يأخذون منهم ما يجمعونه من أموال. متسولون يجوبون الأرياف في مواسم الحصاد، ويكون معهم أكياس كبيرة ويشترطون أن يأخذوا أرز أو دقيق، وإذا جمعوا كمية كبيرة يبيعونها أحياناً داخل نفس القرية التي جمعوا منها المحصول. هناك أماكن مفضلة للمتسولين مثل الوقوف أمام المساجد، أو الوقوف عند مواقف السيارات والحافلات، وهناك مواسم مفضلة لديهم مثل شهر رمضان الذي يكثر فيه إخراج الصدقات، ومواسم الحصاد في الأرياف. و ما شاعا في الآونة الأخيرة متسولون وسط الطرق السريعة خصوصا أين توجد الحواجز الأمنية يدقدقون في نوافذ السيارات طلبا للنقود حالات عديدة يعيشها المتسول و يلاحظها المواطن. أسباب التسول وكيفية معالجته و من أهم الأسباب التي تجعل المتسولون يحترفون التسول ويجعلونه مهنة لهم، نجد أن هناك أسباب عدة، مثل أن البعض منهم قد لجأ إلى التسول مضطراً في البداية نتيجة للفقر و البطالة أو المرض ثم بسبب الدخل المرتفع احترف التسول وجعلها مهنة مربحة له، والبعض الآخر ورث مهنة التسول من أحد أبويه أو كلاهما، والبعض الآخر قد يكون فريسة لتنظيم عصابي خطفه صغيراً وجعله يعمل متسولاً، وأطفال الشوارع الذين لا مأوى لهم، نجد أن بعضهم قد يكون متسولاً، وبعضهم قد يكون مجرماً، وكذلك المال الوفير الذي يجنيه محترفو التسول قد يغري بعض العاطلين والفقراء على التسول ويعزز ذلك ضعف الرادع القانوني. ولعلاج هذه الظاهرة أنه يجب تجفيف منابع التسول، وثانيها تأهيل المتسولين، وثالثها تغليظ العقوبات. أما عن تجفيف منابع التسول نجد أن هناك خطوات عديدة لتحقيق ذلك، أهمها محاربة الفقر والبطالة، وذلك بتوفير فرص عمل للقادرين على العمل، وتشجيع الاستثمارات، وخلق فرص عمل جديدة، وفي نفس الوقت نشر الوعي الديني للحث على العمل، حيث أنه في مواضع كثيرة من القرآن يأمرنا الله عز وجل بالعمل، منها قوله عز وجل "وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" (التوبة 105) ، وكذلك في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم يحثنا على العمل " ما أكل أحد طعاما قط، خيرا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده" (رواه البخاري)، وقال صلى الله عليه وسلم "لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه" (متفق عليه) ، ولا يجب أن يسأل المسلم الصدقة من أحد إلا لحاجة قهرية، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مُزعة لحم " (متفق عليه) (والمٌزعة هي القطعة)، "من سأل الناس تكثراً فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثر" (رواه مسلم) (تكثراً: ليكثر مال، وإنما يسأل جمراً: إنما يعاقب بالنار). ولكي نجفف منابع التسول يجب كذلك أن تصل المساعدات المالية لمستحقيها من أموال الزكاة والصدقات عبر الجمعيات الأهلية، وعبر أجهزة الدولة المختلفة، ويكون إنفاق الزكاة والصدقات في مصارفها الشرعية كما أمرنا الله عز وجل في قوله "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم " (التوبة : آية60)، وأن تكفل الدولة والمؤسسات الأهلية الغير قادرين على العمل وتكفل علاج المرضى الذين لا يملكون ثمن علاجهم. وكذلك يجب إعادة تأهيل المتسولين بإعداد وتنفيذ برامج مناسبة لتعليمهم حرف يدوية مناسبة لقدراتهم، أو مساعداتهم لعمل مشاريع تجارية صغيرة كأكشاك وخلافه. وبعد تنفيذ البندين السابقين لمحاربة ظاهرة التسول يجب تغليظ العقوبات على المتسولين، ومن يتكرر القبض بتهمة التسول أقترح أن تكون العقوبة أكثر غلظة ممن يتم القبض عليهم لأول مرة. أيضا بالنسبة للجماعات التي تعمل بأبناء العائلات مقابل مبلغ يومي يقد في أكثر الأحيان ب ألفي دينار جزائري كما يجب تتكاتف الجهود للقضاء على ظاهرة التسول التي تمثل ظاهرة سلبية خطيرة، وتمثل مرض خطير تصيب جسد الوطن و يتخلل واقع المجتمع ، وأن نرى هذه الظاهرة تتضاءل، ومع زيادة الاهتمام بمكافحة هذا الوباء .