يألَف العديد من النّاس ترك أو تعجيل السّحور، دون النّظر إلى سُنّية تأخيره، مخالفين بذلك سنّة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، فعن أبي الدّرداء رضي الله عنه قال: “ثلاث من أخلاق النُّبوة: تعجيل الإفطار وتأخير السّحور” رواه الطبراني. لقد كان السّحور من هدي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ إنّه قد حثّ عليه وجعله فارقًا بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، يقول عليه الصّلاة والسّلام: “تَسحّروا، فإنّ في السّحور بركة” متفق عليه، ويقول عليه الصّلاة والسّلام: “فَصْلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، أكلة السَّحَر” رواه مسلم. والحكمة من فضيلة السّحور هو الإعانة على الصّيام، فلا ينبغي تركه. وتعجيل السّحور وتقديمه في منتصف اللّيل أو قبل الفجر بساعة أو ساعتين مثلاً، يخالف سُنّة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “عَجِّلوا الإفطار وأخِّروا السّحور” رواه الطبراني. والسُنّة أن يكون السّحور في وقت السَّحَر قبيل طلوع الفجر بقليل، ومنه سمّي السّحور سحورًا، فعن أنس رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وزيد بن ثابت تسحَّرَا، فلمّا فرغَا من سَحُورهما قام النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى الصّلاةِ فصلَّى، فسُئِل أنس: كم كان بين فراغِهما من سَحُورهما ودخولهما في الصّلاة؟ قال: “قدْرَ ما يقرأ الرّجل خمسين آية” رواه البخاري. والحكمة من تأخير السّحور هي إعطاء الجسم فترة كافية لهضم طعام الإفطار وإتاحة الفرصة للجهاز الهضمي لاستقبال وجبة جديدة والاستفادة منها، وذلك حتّى يستطيع الجسم استخدام وجبة السّحور بإمداد الجسم بالطّاقة خلال ساعات الصّيام.