كيف تصف لنا أداء المقاومة على المستوى العسكري لقوات الاحتلال خلال عدوانه على غزة؟ - في هذه المعركة تحديداً لا نستطيع أن نفصل المستوى العسكري عن المستوى السياسي، فالجيش الإسرائيلي هزم بكل المقاييس العسكرية، وما أنجزته المقاومة من أداء رائع في الميدان تجري عدة محاولات لسلب هذا النصر وتأليب الشعب على المقاومة لتجرد من هذا النصر، أعداء المقاومة كثر والهدف أن تصبح ثقافة المقاومة عند الشعب الفلسطيني ممقوتة، لكن الذي حصل العكس، فالناس في حالة التفاف مع المقاومة وينتظرون دائما عمليات بطولية للمقاومة في غزة. هل هناك دور عربي فيما يجري في غزة؟ - المستوى العسكري الإسرائيلي هزم بكل معنى الكلمة، الإسرائيليون قالوا للمصريين نحن انهزمنا، والمصريون نصحوهم بأن لا يتصرفوا تصرف المنتصر، حاليا هزيمة الاحتلال – هزيمة المستوى العسكري – استثنت جميع أهداف الحرب أو العدوان الذي تم على غزة بدءا من الصواريخ ومروراً بتدمير الأنفاق ونهاية بسحب سلاح المقاومة، أنا أعتقد أن كل هذه استثنيت، بل إن المقاومة أعطت أداء جيدا، شنت هجومات معاكسة، بعد أن امتصت الصدمة، ثم شنت هجومات كانت فوق المتوقعة بدءا بعملية موقع زيكيم، ومروراً بناحل عوز، وانتهاءً بعملية كرم أبو سالم برفح. هل تعتقد أن المقاومة مازالت تحتفظ بأوراق القوة لديها؟ - أعتقد أن المقاومة تحتفظ بالكثير من أوراق القوة وأدعوها إلى ضرورة الحفاظ على الإنجازات العسكرية خلال الحرب، وألا تعطي فرصة كبيرة للمفاوضات التي تستغلها القاهرة لصالح الاحتلال أكثر منه لصالح الشعب الفلسطيني، لأن التمديد جاء لصالح الاحتلال لغاية أن تبرد الحرب. هل ترى أن الوفد الفلسطيني موحد في القاهرة؟ - المشكلة أن الوفد الفلسطيني في القاهرة ليس موحدا، وهناك مصالح لدى المقاومة تتعارض مع مصالح بعض الفصائل الأخرى التي تربطها علاقات حميمة مع القاهرة، وبالتالي فإن هذا ما سيضعف موقف المقاومة وربما يدفعها للقبول بأقل مما كانت تطالب به. القسام طلبت من الاحتلال أسماء العملاء مقابل كشف مصير الجنود، ماذا يعني ذلك عسكرياً؟ - كتائب القسام أهانت المستوى الأمني الإسرائيلي، بطلبها قائمة بأسماء عملاء الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة، مقابل كشف مصير الجنود الإسرائيليين الذين أسرتهم. المستوى العسكري الإسرائيلي مهزوم، ويحمل هزيمته للمستوى الأمني الاستخباري والسياسي، لذلك لا يريد مزيداً من اهتزاز صورته أمام المجتمع الإسرائيلي، لأنه رسم لنفسه صورة حتى لدى الوعي العربي والإسرائيلي معاً، بأنه لا يقهر وقد قهر على يد المقاومة في غزة ولبنان. إذن ما هي الرسالة التي أراد القسام أن يوجهها للاحتلال في هذا الأمر؟ - شرط القسام أعطى رسائل إلى قادة جيش الاحتلال بأن لا معلومات عن الجنود المأسورين في غزة بالمجان، ولكل شيء ثمن في الصراع، إضافة إلى أن مطلبها يعتبر إهانة للأمن الاستخباراتي الإسرائيلي، القسام يريد من وراء تِلك الرسالة التي كشف عنها إذلال الأمن الإسرائيلي من جهة، ومن جهة أخرى إفهام العملاء والمخبرين مع الاحتلال أنهم خونة من قبل مشغليهم في جهاز المخابرات.