تؤشر كل المعطيات المُتوفرة إلى تسجيل دخول مدرسي متوتر، يطبعه تنام مُوحش لظاهرة الاكتظاظ داخل الأقسام، حيث يتنبأ الملاحظون بأرقام قياسية في بعض المناطق، بفعل تراكم مجموعة من العوامل، على غرار عمليات الترحيل الجماعية التي استهدفت آلاف العائلات، فضلا عن إفرازات الإصلاح التربوي من خلال التقاء كوكبتي النظام القديم والجديد. طالب السيد دلالو، رئيس الفيدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ، في تصريح أدلى به ل”الخبر”، أمس، وزيرة التربية الوطنية باتخاذ جميع التدابير لتأمين دخول مدرسي مستقر، في ضوء التهديدات التي تُلوح بنسف المناسبة جراء القبضة الحديدية القائمة بين الوزارة ومختلف التنظيمات النقابية، على خلفية تعثر العديد من الملفات العالقة، مضيفا بأن “الفيدرالية مع المطالب الشرعية للنقابات، خاصة وأن السلطات الوصية لم تستجب لجُل الانشغالات المطروحة منذ مدة، على غرار منح عمال الجنوب، وتعديل بعض المواد الواردة في القانون الخاص، فضلا عن قضية عمال الأسلاك المشتركة، وغيرها من الانشغالات الواردة في المطالب الثمانية عشر”. وحذّر دلاّلو من تبعات الاكتظاظ المدرسي المستشري في بعض الولايات التي عرفت عمليات ترحيل نوعية، على غرار الجزائر العاصمة ووهران، مؤكدا بأن المعلومات المتوفرة لدى الفيدرالية تُفيد بتسجيل تأخر كبير في تسليم المنشآت التربوية المبرمجة في المناطق السكنية الجديدة، الأمر الذي من شأنه تشكيل متاعب وعراقيل كبيرة في تمدرس أطفالنا تتحمل مسؤوليته الوزارة الوصية. وفي هذا السياق، أشار ذات المتحدث إلى الاكتظاظ المرتقب في الأقسام النهائية بفعل التقاء كوكبتي النظام القديم والجديد هذا الموسم، في إطار الإصلاح التربوي الذي انطلق في عهد بن بوزيد، مضيفا بأن الفيدرالية “أخطرت وزيرة التربية رسميا معارضتها الشديدة لعدم السماح للتلاميذ الراسبين في امتحانات البكالوريا بحق إعادة السنة، حيث طالبنا بفتح أقسام خاصة لضمان عدم تسريب هؤلاء الراسبين من جهة، وتخفيف العبء على الأقسام النهائية الأخرى التي ستشهد اكتظاظا طبيعيا نتيجة التقاء الكوكبتين من جهة أخرى”. من جانبه، اعتبر السيد أوس محمد، عضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “سنابست”، الأرقام التي تُصدّرها مديريات التربية حول معدل التلاميذ داخل حجرات التدريس بالمعلومات المغلوطة، مُستشهدا على ذلك بالتناقض الحاصل بين المؤسسات حسب كل مجمع سكني وآخر، باعتبار أن هناك مؤسسات تربوية وسط مدينة وهران، لا يتجاوز عدد تلاميذها 22 تلميذا في القسم الواحد، بينما يصل العدد إلى 54 تلميذا في مجمعات سكنية أخرى لاسيما في وهران الشرقية. وأضاف أوس بأن “التعويل على متوسط عدد التلاميذ للتهوين من حدّة الاكتظاظ يتعارض مع النمط التربوي الصحيح، كون العملية التعليمية تعني بالفرد وليس بالكم مثلما تتعامل وزارة التربية حاليا”، مُشددا على درجة الاكتظاظ المستشرية في بعض المجمعات السكنية المتواجدة في وهران مثل شطيبو، وعين البيضاء، وسيدي البشير، والحاسي، وحي الصباح، وغيرها من المناطق الآهلة بالسكان. كما ترجع ظاهرة الاكتظاظ في بعض الأحيان، إلى عوامل أخرى، يضيف أوس، على غرار نقص أساتذة بعض التخصصات، ما يستدعي تشييع الأقسام فوق طاقاتها لتدارك العجز، فضلا عن الفائض الذي ينجم عن سوء تفاهم بين بعض الأساتذة ومديري المؤسسات، ناهيك عن منح صفقات إنجاز المؤسسات التربوية لمقاولين غير مؤهلين، ما يتسبب في تأخر رهيب في تسليم المشاريع.