إنباف: الاكتظاظ سيحرم التلاميذ من إعادة السنة حذر المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع والاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين من مشكل الاكتظاظ الذي سيميز الدخول المدرسي المقبل، خصوصا تلاميذ الأقسام النهائية في الثانويات وتلاميذ الرابعة متوسط على مستوى الإكماليات، وذلك بسبب تدني نسب النجاح في الطورين من جهة، ونقص هياكل التدريس لاستقبال التلاميذ من جهة أخرى. تتوقع نقابات التربية أن يكون الدخول المدرسي 2013-2014 على وقع الاكتظاظ، بالرغم من أنها نبهت إلى المشكل قبل الدخول المدرسي للعام المنصرم، وحذرت وزارة التربية ودعتها إلى اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية من أجل إنجاح هذا الحدث الذي يستقبل كل عام أكثر من 8 ملايين تلميذ متمدرس في كل الأطوار. ويبدو - حسب نقابات التربية - أن غياب النظرة الاستشرافية والتخطيط المستقبلي سيزيد من تعقيد الوضعية، خصوصا مع تدني نسب النجاح خلال الامتحانات النهائية لشهادة التعليم المتوسط، وشهادة البكالوريا للعام الدراسي المنقضي، والذي سجلت فيه نتائج ضعيفة مقارنة بالسنوات السابقة حيث لم تتعد النسبة الوطنية للنجاح في شهادة البكالوريا 45 بالمائة، والأمر نفسه بالنسبة لشهادة التعليم المتوسط، حيث لم تتجاوز النسبة الوطنية 49 بالمائة، وهي معطيات وأسباب ستجعل الدخول المدرسي لموسم 2013-2014 لا يختلف عن سابقه. وحسب المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، فإن السيناريو نفسه الذي شهده الدخول المدرسي السابق سيتكرر هذا الموسم، نظرا لعدم حرص وزارة التربية الوطنية على تنفيذ مشاريع المؤسسات التربوية بسرعة، وتحضيرها لتكون جاهزة لاستقبال ملايين التلاميذ، لكن الملاحظ أن المشاريع التي شرع فيها لن تسلم ولن ترى النور مع الدخول المدرسي المقبل وهذا بسبب غياب التخطيط والنظرة الاستشرافية. وقال المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع مسعود بوديبة في تصريح ل”الفجر”، أمس، إن ”الاكتظاظ سيكون بسبب وصول كوكبتين متتاليتين في القسم النهائي والرابعة متوسط، كما أن إنجاز العديد من المجمعات السكنية الجديدة التي عرفتها عدة مناطق حضرية تفتقد إلى هياكل تربوية على غرار الثانويات والمتوسطات، وحتى وإن وجدت فإنها تكون مشيدة وبعدد قليل من القاعات، فتجدها تتوفر على 16 قاعة وتستقبل ألف تلميذ، وهذا غير معقول”، مضيفا أن ”مشكل الاكتظاظ سوف يتحمل ثقله الأساتذة بالدرجة الأولى، والمؤطرون على مستوى المؤسسات التربوية، كما سيكون له أثر سلبي على التحصيل العلمي بالنسبة للمتمدرسين وعلى نوعية الدروس المقدمة”. من جهته، يرى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين ”إنباف” أن الدخول المدرسي المقبل سيكون على وقع الاكتظاظ، بالرغم من تطمينات ووعود وزارة التربية الوطنية في وقت سابق بأن المشاريع المخصصة للقطاع من أجل إنجاز هياكل تربوية جديدة من مدارس، ومتوسطات وثانويات ستكون جاهزة قبل الدخول المدرسي القادم، وهذا مستحيل بسبب بطء وتيرة الإنجاز. وأوضح المكلف بالإعلام في ”إنباف”، مسعود عمراوي، أمس في تصريح ل”الفجر”، أن الاكتظاظ سيكون وبصفة خاصة في أقسام السنة الرابعة متوسط، والسنة الثالثة ثانوي نتيجة نسب النجاح المتدنية في شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، إضافة إلى انتقال كوكبتين من التلاميذ إلى الرابعة متوسط والثالثة الثانوي، وهذا يستوجب على الوزارة اتخاذ التدابير الضرورية لمواجهة العجز في هياكل الاستقبال. وأوضح المتحدث أن هذا المشكل من شأنه أن يحرم العديد من تلاميذ الأقسام النهائية من إعادة الدراسة واجتياز امتحان شهادة البكالوريا، وهذا بعد إصدار قرار العفو عن التلاميذ المقصين من طرف الحكومة، وعلى الوزارة دراسة هذا المشكل بجدية من أجل توفير الهياكل للتلاميذ حتى يتمكنوا من الالتحاق بقاعات الدراسة.