أكدت مصادر استشفائية من بريان في غرداية على سقوط قتيلين في المواجهات التي تجددت في بريان، أمس الاثنين، واشتدت بعد انسحاب عدد كبير من عناصر الشرطة المشاركين في إضراب، وقرر والي غرداية استدعاء قوات إضافية من الدرك الوطني لتغطية انسحاب الشرطة، فيما حلقت للمرة الأولى منذ اندلاع أعمال العنف في الولاية قبل 11 شهرا طائرات من سلاح الجو عدة مرات. عادت الأوضاع في غرداية وبريان إلى المربع الأول بعد مقتل شاب في مدينة بريان وإصابة عدد من الأشخاص بجروح خطيرة في موجة عنف جديدة، وعادت حالة الخوف والرعب إلى وسط مدينة غرداية بعد انسحاب المئات من عناصر الشرطة من نقاط التمركز التي كانوا يحتلونها منذ 8 أشهر تقريبا، وقام ملثمون بالاعتداء على المارة وأحرقوا سيارتين في شوارع رئيسية في المدينة. وكأن منطقة غرداية كانت بحاجة لموجة العنف الجديدة التي تزامنت مع إضراب هو الأول من نوعه يشنه عناصر وحدات التدخل التابعة للأمن الوطني، وقد رفض هؤلاء التحاور مع المدير العام للأمن الوطني عبد الغني هامل الذي تنقل، صباح أمس، لمدنية غرداية. وردد عناصر الشرطة المحتجون، أمس، عبارات مناوئة، بينما أشار بيان صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني إلى أن مدير عام الأمن الوطني تحدث مع بعض عناصر الشرطة وتعهد بالعمل على تحقيق مطالبهم، دون إشارة للإضراب والاحتجاج الذي شنه المئات من عناصر وحدات التدخل. وتطورت الأحداث مرة أخرى بسرعة كبيرة في مدينة غرداية، منذ بداية الأسبوع الجاري، مع تعرض ممتلكات خاصة في بريان وغرداية للتخريب والاعتداءات المتكررة على المارة التي انتهت بيوم دموي في بريان، انتهى بإصابة 8 من عناصر وحدات التدخل التابعة للأمن الوطني بجروح وحروق خطيرة وتخريب واسع للممتلكات. الاحتجاج بدأ فجرا بمسيرة وانتهى بتجمع ضخم وكانت أعمال العنف في بريان القطرة التي أفاضت الكأس بالنسبة لأكثر من 4 آلاف شرطي من وحدات التدخل التابعة للأمن الوطني، حيث قرروا تنظيم احتجاج ذي طابع وطني من غرداية، وبدأ الاحتجاج على الساعة الثالثة والنصف من فجر أمس بمسيرة شارك فيها عشرات الشرطة، انطلقت من معسكر للشرطة في بلدية العطف، 7 كلم شرق عاصمة ولاية غرداية، ثم وصلت المسيرة إلى مقر أمن الولاية. وقبل حلول الساعة الثامنة من الصباح، كان عدد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية أمام مقر أمن ولاية غرداية بالمئات. ورفض المشاركون في الوقفة الاحتجاجية أيضا الحوار مع قيادات أمنية كبيرة تنقلت إلى مدينة غرداية مع هامل، الذي لم يجد مع من يتحاور، واستغل المشاركون في الوقفة الاحتجاجية المناسبة لإفراغ مخزون من التذمر، حيث تحدث بعض المشاركين عن الفساد وسط بعض قيادات الشرطة، وعن سوء المعاملة وعن تعليمة للمدير العام للأمن الوطني نصصت على أن الشهادات الطبية المرضية لعناصر الوحدات الجمهورية للأمن لن تقبل إلا بعد تأشير قائد الوحدة عليها، وأشاروا إلى الوضع المعيشي الكارثي لأكثر من 4 آلاف من عناصر الوحدات الجمهورية للأمن الذين تم نقلهم للعمل في غرداية منذ اندلاع أعمال العنف قبل 10 أشهر، لكن دون أن تتكفل السلطات بتوفير ظروف الإقامة الملائمة لهؤلاء، لدرجة أن بعضهم كان ينام فوق الأرض لعدة أشهر. كما تحدث عناصر وحدات التدخل عن تحولهم إلى وسيلة من وسائل امتصاص الصدمات، ففي شهر جانفي 2014 طالب مواطنون من غرداية بالتحقيق في تجاوزات للأمن. وبدلا من عقاب رئيس أمن الولاية السابق الذي تشير الكثير من الشواهد إلى أنه أساء إدارة الوضع الأمني في غرداية قبل اندلاع العنف بأكثر من سنة، قررت القيادة عقاب عدد من العناصر في وحدات التدخل، تواصل العمل بالوتيرة نفسها، حيث يتكرر الإجراء نفسه كل مرة ويزيد عدد عناصر وحدات التدخل الموقوفين عن العمل منذ اندلاع أعمال العنف في غرداية عن 55 شرطيا، أغلبهم أوقف رغم إصابته بجروح خطيرة. هامل يطمئن المحتجين أوضحت خلية الاتصال والصحافة لدى المديرية العامة للأمن الوطني أن اللواء عبد الغني هامل اطلع على انشغالات موظفي الشرطة خلال اللقاء الذي جمعه بهم، أمس بغرداية، لاسيما بعد الاعتداءات التي تعرضوا لها خلال ال24 ساعة الماضية، والتي أسفرت عن إصابة 03 شرطيين ولم تسجل أي حالة وفاة، كما ادعته بعض الجهات. وأوضح البيان، تسلمت “ الخبر” نسخة منه، أن المدير العام للأمن الوطني قام أمس بزيارة إلى ولاية غرداية في إطار تنفيذ برنامج زيارات العمل والتفتيش لكافة مصالح الشرطة، حيث تفقد عدة هياكل ومقرات مهنية واجتماعية بالولاية. وطمأن اللواء الشرطيين بالتكفل بكافة تساؤلاتهم، مؤكدا أن الشرطي هو رجل تضحيات تعترضه أخطار أثناء تأدية مهامه النبيلة، وأن المديرية العامة للأمن الوطني ماضية في أداء مهامها النبيلة بكل تفاني وإخلاص، في ظل الاحترام والتنفيذ الصارم لقوانين الجمهورية كما قام اللواء بزيارة إلى مستشفى الولاية، أين اطلع على الحالة الصحية للشرطيين المصابين بجروح أثناء عملية حفظ النظام. الجزائر:ح.ج