قال الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، إن السلطة الحالية والتي حكمت منذ الاستقلال ترفض مبدأ سيادة الشعب والدولة، وجعلت الوضع يتأزم على جميع المستويات بعد تقييد الحريات، حيث أنشأت أحزابا تتوهم أنها قوية تأخذ الأغلبية في المجالس المنتخبة وعاجزة عن تسيير الشأن العام. واعتبر ذويبي أن عملية “لمّ شمل المعارضة قد أقلقت السلطة كثيرا”، بعد أن عاشت طيلة عشرية على تناقضات وخلافات الطبقات السياسية، وقال إنه “أصبح للمعارضة وعي ومسؤولية كبيرة وأدركت التحديات التي تواجه الجزائر، ما جعلها تطور فكرها وأداءها السياسي وتعمل لإرساء قواعد الممارسة السياسية عن طريق خارطة طريق لإخراج الوطن من التأزم”. وأضاف أن “المعارضة موجودة وموحدة ولها رؤية عن الوضع مستقبلا، وما على السلطة إلا أن تتجاوب معها وتتفادى المناورات ومحاولة الاحتواء والتوظيف، التي تريد من خلالها ربح بعض الوقت، بدلا من وضع سياسة حقيقية بمنهجية سليمة تشترك فيها جميع الأطراف في تسيير الشأن العام بمشاريع جادة”. من جهته ذكر رئيس الحكومة الأسبق الدكتور أحمد بن بيتور، خلال مداخلته، أن “الدولة لا تزال في خطر بفعل المتغيرات الخارجية والداخلية التي تأتي من الدولة وتهدد المجتمع”، مشيرا في السياق إلى أن “السلطة تعمل جاهدة لتأسيس الجهل والركود لضمان بقاء الأشخاص في مناصبهم ومواصلة الفساد بمجموعة من الأشخاص التي تتخذ القرارات بدلا من المؤسسات المؤهلة”. وطالب بن بيتور بضرورة “تغيير الحكم الشامل وليس الأشخاص فقط”، بعد أن أصبحت الدولة حسبه “تسير إلى عدم القدرة على تلبية احتياجات المواطنين وبميزانية مستقبلية عاجزة حتى عن تلبية أجور الموظفين”، مؤكدا أن “سياسة تحالف المعارضة وبعض الشخصيات السياسية جاءت من أجل إنقاذ الدولة بعد أن فتتت أقطاب الحكم”. بدوره قال رئيس حزب الفجر الجديد الطاهر بن بعيبش، إن “إطالة عمر الأزمة في الجزائر جريمة في حق الشعب”، مشيرا إلى ضرورة “إقناع الرأي العام بالمسؤولية الجماعية في وجود حلول بعد أن وصل الوضع إلى الهاوية، قائلا “يجب اتخاذ مواقف إنقاذ وتبني التغيير عن طريق الاقتناع بما ستقدمه المعارضة”.