جددت التنسيقية الوطنية للأحزاب والشخصيات المقاطعة للانتخابات الرئاسية ، أمس، دعوتها للشعب الجزائري لمقاطعة الاستحقاق الانتخابي، الذي وصفته ب«المهزلة" وقال قادة التنسيقية خلال ندوة صحفية بمقر حركة مجتمع السلم، أن النظام الجزائري "أصبح يشكل تهديدا على الدولة الجزائرية والنسيج الاجتماعي". وصف رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان المسؤولين السبعة المنشطين لحملة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ب«المرتزقة" و«غير قادرين على التسيير، وغير متفقين فيما بينهم"، والشيء الوحيد الذي يجمعهم يضيف جيلالي سفيان "هي المصالح على تناقضاتها"، مؤكدا أن العهدة الرابعة للرئيس"ستتجه بالجزائر إلى اللانظام وتؤدي بنا إلى ما لا يحمد عقباه". وتساءل "هل الشعب حقيقة من يريد هذا المترشح الغائب والبقاء لعهدة رابعة ؟« معقبا "نرى في كل جهات الوطن كيف أن الشعب يرفض هذه المهزلة". أما محسن بلعباس، الأمين العام للأرسيدي، فاعتبر أن المشكل الحقيقي هو "غياب الحوار منذ 1962"، وأشار إلى تنظيم ندوة وطنية بعد الانتخابات "تشارك فيها أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني"، بهدف "الضغط على النظام لإقامة مرحلة انتقالية". في حين، أكد الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي أن موقفهم المتمثل في مقاطعة الانتخابات كان "استنادا على موقف الشارع"، معتبرا أن المسار السياسي منذ الانفتاح "مسار مشوه لا يمكن الاستمرار فيه". واستغرب ذويبي الانتقادات الموجهة لهم، من طرف مؤيدي العهدة الرابعة، قائلا "تركنا لهم الميدان بكل حرية وروح رياضية، وبدل استيعاب الشعب وإقناعه، لجأوا إلى اتهامنا باتهامات غريبة وعجيبة"، مؤكدا أنهم "بنوا برنامجهم على التخويف والترهيب"، وأضاف ذويبي "تكلمنا عن مراقبة الانتخابات من طرف لجنة مستقلة فاستغربوا الأمر، فليتحمل كل واحد مسؤوليته". واعتبر لخضر بن خلاف، النائب عن جبهة العدالة والتنمية، أن الموقف السياسي الذي اتخذته التنسيقية "أثبت مصداقيته من خلال المستجدات وما نعيشه اليوم من أحداث"، وذلك "بسبب استعمال المال الوسخ وكل وسائل الدولة لصالح مترشح بالوكالة، وهي التجاوزات التي حسبه- لم نعشها منذ الاستقلال، حتى خلال عهد الحزب الواحد"، مضيفا "إذا كان التزوير في الماضي يتم عن طريق القوائم الانتخابية المضخمة، فإن التزوير الآن يتم من خلال اعتماد مرشح مقعد وتسخير كل وسائل الدولة في خدمة حملته بالوكالة"، مجددا دعوته لبقية المترشحين لمقاطعة الانتخابات "حتى لا يضفوا الشرعية على هذه الانتخابات". وفتح المتحدث النار على "بعض المترشحين" الذي "وجد لضرب مترشح آخر"، حيث يقول بن خلاف "بدل الحديث عن برنامجهم، كلفوا بمهمة ضرب مترشحين لصالح الرئيس المترشح"، في إشارة غير مباشرة للمترشحة لويزة حنون. من جهته، تأسف رئيس حمس عبد الرزاق مقري على زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وأميردولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، أثناء الحملة الانتخابية، التي اعتبرها "سابقة دولية"، حيث قال "لو كانت هذه الزيارات خارج الحملة الانتخابية، وفي إطار الاستقرار، لكان الأمر عاديا"، مضيفا "لا نريد أن تستغل القوى الدولية عدم استقرار الجزائر لتبتزها"، معتبرا أن الغرب "يريد الإبقاء على نظام فاشل يهدد النسيج الاجتماعي حسبه- حتى يصبح تقسيم وتشتيت البلد ممكنا"، وحتى "تتحلل الجزائر ويصبح من السهل ضرب الدولة الجزائرية"، وتساءل مقري "في ضوء هذه التحليلات، من يشكل تهديدا على الدولة الجزائرية ؟ أليس النظام؟ استمرار العهدة الرابعة، عبر هذه الانتخابات، هو خطر على وجود الدولة الجزائرية". من جانب آخر، أكد رئيس الحكومة الأسبق، والمترشح المنسحب، أحمد بن بيتور أن هناك خطر على مستقبل البلاد، لأن الانتخابات المقبلة حسبه- "تسير لصالح المترشح الغائب"، واعتبر أن "أول خطوة في إنقاذ البلاد هي تغيير نظام الحكم ككل وليس تغيير أشخاص". وشخص بن بيتور الخطر في أنه "مبني على 4 أبواب: حالة المجتمع، حالة الاقتصاد، حالة المؤسسات والموقع الجيواستراتيجي"، مركزا على البابين الأولين، حيث أكد على أن المجتمع "مصاب بثلاثة أمراض كبرى: الأول يتمثل في غياب الأخلاق الجماعية الناتجة عن سياسة الدولة المميعة، والثاني ناتج عن الفساد المعمم في صورة الرشوة، تبديد الأموال العمومية، المحسوبية والجهوية. أما المرض الثالث يضيف بن بيتور- فهو العنف الذي أصبح وسيلة حتى لفض النزاعات بين الأشخاص". وقيم رئيس الحكومة الأسبق الاقتصاد بأنه "معروف بالريع والتبعية للمحروقات والخارج"، مضيفا "مع الأسف الشديد، منذ 2006 دخلنا في مرحلة انخفاض الإنتاج وارتفاع الطلب الداخلي على الطاقة"، مؤكدا أن "هناك فرضيتين: إما خفض ميزانية الدولة بحيث لا تكون مشاريع سكن أو طرقات أو مدارس أو مستشفيات أو غيرها، وإما استمرار التمويل النقدي مما يتسبب في تضخم ميزانية الدولة"، وأكد المتحدث أنه "في كلتا الحالتين الوضع ذاهب للانفجار إذا لم يتم تغيير نظام الحكم في أقرب الآجال وتشكيل قيادة في المستوى المقبول" لمواجهة هذه الأزمات.