يعاني مواطنو عاصمة الولاية خنشلة و5 بلديات منذ شهر من أزمة عطش حادة جعلت بعضا منهم يخرجون إلى الشوارع للاحتجاج على هذا الانقطاع المفاجئ في عنصر هام، في الوقت الذي يتحجج القائمون على هذا القطاع بأعطاب وإتلاف الشبكة وانقطاع التيار الكهربائي، وخفض التموين من سد كدية لمدور وجفاف الآبار. لم تعرف مدن خنشلة وتاوزيانت وقايس والحامة والمحمل وأولاد رشاش أزمة مياه منذ سنوات مثلما تعيشها حاليا أمام قطع التموين على جل سكان هذه البلديات الذين لم يجدوا بديلا سوى اللجوء إلى الصهاريج التي لجأ أصحابها إلى ركنها بسبب جفاف الآبار، أين صار المشكل عويصا ليلجأ المواطنون إلى جلب المياه من الولايات المجاورة كباتنة وتبسة وحتى من ولاية بسكرة قصد استعماله للشرب فقط، ولم يجد هؤلاء تفسيرا منطقيا لهذا الانقطاع الذي أثر سلبا على الحياة اليومية، فبعض الأحياء تمون ساعة في 10 أيام، فيما لم تمون الأخرى لأشهر. وحين طرحنا هذا المشكل على المسؤولين أفادونا أن هناك مشاكل تتمثل في انقطاع التيار الكهربائي على الآبار التي وُضعت احتياطا لتموين السكان بالمياه، وإتلاف المضخات، وقنوات النقل والتوزيع، وخفض الكمية من سد كدية لمدور بمدينة تيمقاد شرقي ولاية باتنة، كما أن إعادة تنظيف الخزانات وجفاف الكثير من الآبار خاصة آبار سقالة ببلدية أنسيغة وبقاقة ببلديتي الحامة وبغاي كانت وراء الأزمة التي يسعى المسؤولون على حل المشكل الذي قد يطول بسبب الجفاف الذي يضرب الولاية منذ بداية السنة الجارية، ليبقى الحل الإسراع في ربط سد بني هارون بسد كدية لمدور وإلا السكان سوف يعيشون أزمة حادة خلال ما بقي من هذه السنة. أما باقي بالبلديات فإن الأزمة كبيرة بعد جفاف الآبار، وغياب البدائل، ليضطر المواطنون إلى استهلاك المياه المعدنية التي صارت هي الأخرى عملة نادرة.