قاطع، أمس، مئات الأساتذة المسابقة التي فتحتها وزارة التربية الوطنية لترقية الأساتذة الرئيسيين إلى مصاف الأساتذة المكونين، عبر العديد من مراكز الامتحان الموزعة عبر الوطن، حيث طالب المقاطعون بالترقية الآلية دون الخضوع لأي مسابقة، من خلال اعتماد قوائم التأهيل. وقد عاش مركز بن عثمان الكبير بوهران أمس، على غرار مراكز امتحان عديدة في الوطن، حالة اضطراب كبيرة جراء المقاطعة الجماعية التي استظهرها الأساتذة المترشحون لأطوار المسابقة الوطنية المتعلقة بترقيتهم من أساتذة رئيسيين إلى أساتذة مُكونين، حيث رفضوا منذ الساعات الأولى من الصباح الالتحاق بقاعات الامتحان التي سخّرتها الجهات الوصية، مُستدلين على غضبهم بلائحة توقيعات احتجاجية ضمّت الأغلبية الساحقة من الأسماء. وحسب مصادر نقابية مطلعة، فإن إدارة المركز المذكور حاولت تكسير هذه الحركة الاحتجاجية من خلال استقطاب بعض المترشحين لحملهم على العدول عن المقاطعة، وهو الأمر الذي انتهى بدخول بعض المترشحين إلى قاعات الامتحان، وسط أنباء عن تسجيل غش جماعي بين الممتحنين. في حين تنقل رئيس مصلحة الامتحانات على مستوى المديرية إلى عين المكان، أين عقد اجتماعا طارئا مع ممثلي المقطعين الذين أصروا على الترقية الآلية بموجب قوائم التأهيل، والتي ستسمح بمن سيستفيدون من الترقية بالانتقال من الصنف 14 إلى الصنف 16. وحسب موسى بلكحل عضو المكتب الوطني المكلف بالإعلام على مستوى النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “سنابست”، فإن خيار المقاطعة شمل عددا كبيرا من ولايات الوطن، على غرار سعيدة، تيارت، تيبازة، بجاية، وهران، والجزائر العاصمة، في حين دافع أوس محمد عن مبررات المقاطعة، استنادا إلى محضر الاتفاق الذي أبرمته النقابة مع مصالح الوظيفة العمومية، والتي تؤكد الترقية عن طريق قوائم التأهيل، مشددا على عدم جدوى إجراء المسابقة من أساسها بالنظر إلى عدد المناصب المتاح بفعل قوافل الأساتذة المستفيدين من التقاعد، ناهيك عن عدم توافر شرط الأقدمية المنصوص عليه قانونا والمحدد بخمس سنوات كاملة.