أكد عمارة بن يونس، وزير التجارة، في ندوة صحفية عقدها بعد ظهر أمس، على هامش زيارته إلى وهران، أن أسعار الخضر والفواكه خلال الأيام الأولى من شهر رمضان الكريم معقولة ومستقرة مقارنة بالسنوات الماضية، مرجعا سبب ذلك إلى احترام قاعدة العرض والطلب. وفي سياق حديثه عن تجسيد القاعدة التجارية المشار إليها والتي كانت، حسبه، سببا في عدم التهاب الأسعار في هذا الشهر الفضيل، أوضح المسؤول الأول عن قطاع التجارة أن الأسواق عرفت وفرة كبيرة من الخضر والفواكه، وبالمقابل فإن المواطنين لبوا نداء “تفادي التبذير والتخزين في رمضان الكريم”، الأمر الذي جعل الطلب على المواد الأساسية معقولا، وهذا أهم عامل مساعد على استقرار الأسعار التي نوه الوزير بأنها مؤهلة للانخفاض خلال الأيام القادمة. وتحدث منشط الندوة الصحفية عن القرار الذي اتخذته الدولة بمنع استيراد بعض المنتوجات التي يمكن إنتاجها في الجزائر بهدف تقليص فاتورة الاستيراد التي كلفت الخزينة أموالا طائلة بالعملة الصعبة، حيث أشار إلى أنه سيكون ساريا بعد المصادقة على القانون المتعلق به من قبل مجلس الأمة. وقبل عقد الندوة الصحفية كان وزير التجارة زار مصنع “إينوتيس” لإنتاج اللوازم الطبية بالسانيا، الأخير الذي قال عنه إن قدرات إنتاجه بلغت نسبة 50 بالمائة، وهو يصدر منتوجه إلى أوروبا، الصين والولايات المتحدةالأمريكية، وخوفا على تأثر ميزانه الاقتصادي في ظل المنافسة الدولية وانخفاض الأسعار، فإنه رأى من الواجب المحافظة على هذا النوع من الصناعة في الجزائر من خلال تقديم المساعدات التي يمكن أن ترفع قدراته الإنتاجية على الأقل إلى 70 أو 80 بالمائة. وفي هذا الإطار دعا عمارة بن يونس زميله عبد المالك بوضياف، وزير الصحة، إلى توجيه تعليمات للمستشفيات الجزائرية حتى تقتني لوازمها الطبية من المصنع ذاته تشجيعا للإنتاج المحلي وضمانا لاستمرار هذا النشاط الاقتصادي الجزائري. وفي رد عن سؤال يتعلق بالأسواق الفوضوية المنتشرة عبر الوطن خاصة في شهر رمضان، شدد وزير التجارة على أنه “لا يجب أن نعلن حربا على السوق الموازية بل نسعى إلى إدماجها في الإطار القانوني”. وما لم ينتبه إليه المسؤول الأول عن قطاع التجارة خلال زيارته إلى التعاونية العمومية لتسيير سوق الجملة بالكرمة، أن الوكلاء كلهم يشتكون من نوعية السوق الذي يتواجد على مستوى سبخة وتتتشر فيه الحشرات والجرذان التي تفسد الخضر والفواكه. أضف إلى ذلك أن موقع السوق لا يناسب، لأن المواطنين لا يقدمون عليه بكثافة، وهذا ما ساهم في شل حركة البيع التي تسببت في إفساد 10 أطنان من الخضر والفواكه يوميا ترمى كلها في المفرغات العمومية. وكما أكده أحد الوكلاء ال”الخبر”، فإن كل تاجر يخسر ما بين 40 و50 مليون سنتيم أسبوعيا بسبب فساد كميات الفواكه التي لا تباع.