تعرضت عشرات المباني في بلدية عين ڤزام في تمنراست لأضرار بالغة، بفعل أمطار طوفانية تهاطلت بشكل متقطع طيلة يومي الأربعاء والخميس. وقال عدد من المتضررين في الفيضانات الأخيرة إن ما لا يقل عن 100 بيت تعرض للضرر، بشكل بات معه غير قابل للإقامة. وتضررت عشرات البيوت في عدة أحياء في بلدية عين ڤزام بتمنراست القريبة من الحدود الجزائرية النيجرية، بفعل فيضان بعض الجداول والشعاب وتكوّن برك كبيرة للمياه، وبشكل خاص البيوت الطينية التي توجد بكثافة في الحيين القديمين في بلدية عين ڤزام، حيث اضطر ما لا يقل عن 14 أسرة لمغادرة بيوتها في حي في أسلوف. ولا تختلف الوضعية كثيرا في باقي الأحياء. وقال المتضررون من الأمطار والفيضانات إن بعض البيوت شرق المدينة غمرت أرضيتها الطينية والترابية مياه بسمك 50 سنتمترا، وأشاروا إلى أنه لا مسؤول قام بزيارتهم وتفقد الضحايا ولا توجد أي التفاتة من السلطات لحد اللحظة ودون أي تغطية إعلامية لحد الساعة أيضا. وتقيم الآن عشرات الأسر في مدينة عين ڤزام، حسب تصريح لعدد من المتضررين، في خيم أو في مستودعات أو لدى الأقارب، وهناك أيضا عائلات في العراء تماما بعد انهيار بيتها الطيني. وكشفت الأزمة الحالية عن غياب مخطط للتدخل أثناء الفيضانات، وعدم توفر أي وسائل وقاية وتأخر إنشاء بيوت بديلة للأسر التي تضررت في فيضانات العام الماضي، وتأخر برنامج القضاء على البيوت الطينية الذي أعلن عنه وزير السكن قبل 6 سنوات في الجنوب. وقال أعيان عين ڤزام إن نفس القصة تتكرر في كل مرة، جراء غياب أي تكفل من قبل الحكومة. ومثل تمنراست، تعاني مناطق واسعة في ولاية أدرار من نفس المشكل، وهو أن البيوت غير جاهزة لمواجهة الفيضانات بسبب البناء التقليدي. وفيما يخص الأوضاع في برج باجي مختار التي تعرضت الأسبوع الماضي للفيضانات، قررت وزارة الداخلية توفير إعانة مالية للمتضررين من الأمطار، كما أمر والي أدرار بتشكيل خلية أزمة لمواجهة الأضرار التي أحدثتها الفيضانات الأخيرة في برج باجي مختار. وبدأت الطواقم الطبية وفرق الحماية المدنية في عملها الإغاثي في عين المكان، منذ صباح أول أمس. كما نقلت مصالح الولاية كميات كبيرة من المؤن إلى المتضررين ونصبت 41 خيمة لإعادة إيواء المنكوبين، في حين بدأت السلطات إحصاء المتضررين من الفيضانات. وتتضارب التصريحات الرسمية حول الأمطار الطوفانية في البرج مع ما يتحدث عنه الضحايا، فبينما يقدر ممثلون عن الأحياء المتضررة عدد الأسر التي باتت الآن بلا مأوى بأكثر من 210 أسرة، تقدر مصالح البلدية والدائرة العدد بأقل من 88 أسرة، منها 31 فقدت بيوتها بالكامل. وتكشف الفيضانات في عين ڤزام وبرج باجي مختار، ضعف تكفل السلطات العمومية بمشاكل الفيضانات التي تضرب كل عام تقريبا مناطق بأقصى الجنوب في هذا الفصل. وقال أعيان من منطقة برج باجي مختار إن السلطات عجزت عن التعامل مع كارثة الفيضانات التي ضربت المنطقة قبل سنة تقريبا، ولم تتخذ الإجراءات المناسبة لمواجهة الأوضاع.