كشفت فيضانات برج باجي مختار ضعف تكفل السلطات العمومية بمشاكل الفيضانات التي تضرب كل عام تقريبا مناطق بأقصى الجنوب في هذا الفصل. وقال أعيان من منطقة برج باجي مختار إن السلطات عجزت عن التعامل مع كارثة الفيضانات التي ضربت المنطقة قبل سنة تقريبا، ولم تتخذ الإجراءات المناسبة لمواجهة الأوضاع. تقيم الآن عشرات الأسر في مدينة برج باجي مختار حياة اللجوء داخل وطنها، حسب تصريح لعدد من المتضررين، حيث تقيم إحدى الأسر في العراء تماما بعد انهيار بيتها الطيني. وكشفت الأزمة الحالية عن غياب مخطط للتدخل أثناء الفيضانات، وعدم توفر أية وسائل وقاية وتأخر إنشاء بيوت بديلة للأسر التي تضررت في فيضانات العام الماضي، وتأخر برنامج القضاء على البيوت الطينية الذي أعلن عنه وزير السكن قبل 6 سنوات في الجنوب. وقال أعيان من برج باجي مختار إن نفس القصة تتكرر في كل مرة، سواء في أدرار أ وفي تمنراست، جراء غياب أي تكفل من قبل الحكومة. وتعاني مناطق واسعة في ولاية أدرار من نفس المشكل، وهو أن البيوت غير جاهزة لمواجهة الفيضانات بسبب البناء التقليدي. وأمر والي أدرار بتشكيل خلية أزمة لمواجهة الأضرار التي أحدثتها الفيضانات الأخيرة في برج باجي مختار، وبدأت الطواقم الطبية وفرق الحماية المدنية في عملها الإغاثي في عين المكان، منذ صباح أمس. ونقلت مصالح الولاية كميات كبيرة من المؤن إلى المتضررين ونصبت 22 خيمة لإعادة إيواء المنكوبين، في حين بدأت السلطات إحصاء المتضررين من الفيضانات. وتتضارب التصريحات الرسمية حول الأمطار الطوفانية في البرج مع ما يتحدث عنه الضحايا، فبينما يقدر ممثلون عن الأحياء المتضررة عدد الأسر التي باتت الآن بلا مأوى بأكثر من 100 أسرة، تقدر مصالح البلدية والدائرة العدد بأقل من 70 أسرة منها 22 فقدت بيوتها بالكامل. ويقول مصدر من مصلحة العمران ببلدية برج باجي مختار إن تقدير عدد المتضررين غير ممكن حاليا إلى أن تنهي لجنة تقنية قرر الوالي تنصيبها عملها في إحصاء عدد المتضررين. وقال مصدر مسؤول من ولاية أدرار إن الأمطار التي سجلت يوم الإثنين لم تكن بالقوة التي شهدتها المنطقة العام الماضي لا من حيث الأضرار ولا من حيث المدة والكثافة والشدة، وقد اتخذت السلطات الولائية لحد الآن جملة من الإجراءات للتكفل بالمنكوبين، منها إرسال 3 شاحنات مزودة بمختلف المواد الغذائية والأغطية وغيرها.