الطريقة التي تحدثت بها دوائر السلطة المحيطة بالرئيس بوتفليقة عن مسألة الإصلاحات التي نفذت في (D.R.S)، تثير الضحك؛ فقد تحدث هؤلاء عن العملية بما يشبه ممارسة الشرح والتوعية لبيان الرئاسة حول الموضوع، وتم الشرح على طريقة شرح خطب الرئيس التي كان يمارسها الأفالان في الحزب الواحد !وحتى بعض القنوات الإعلامية راحت هي الأخرى تشرح العملية على طريقة شرح خطب الرئيس؟! أولا: هل كان من الواجب إعلاميا أن تخرج أحزاب الرئاسة في وقت واحد لشرح ما جاء في بيان الرئاسة للناس حول عملية (D.R.S)؟! هل هي تعليمات بليدة وجهت لهؤلاء في وقت واحد، أم هي مفهومية سياسية إعلامية تشبه مفهومية بعض القنوات لقضية الإعلام؟! ثانيا: حتى السيد أويحيى، الأمين العام للأرندي بالنيابة، ورئيس ديوان الرئيس، قال كلاما في الموضوع كان السكوت أفضل منه... فقد قال: إنه ليس في نية الرئيس تكسير (D.R.S)؟! هل وصلت دراية أويحيى بمخ الرئيس إلى حد أنه يعرف نواياه! فلو كان أويحيى يعرف نوايا الرئيس فعلا، كما يقول، فلماذا لم يستخدم هذه الدراية بنوايا الرئيس في منعه من إزاحته من الحكومة والأرندي أول مرة؟! ثالثا: عمار سعداني ذهب إلى أبعد مما قاله أويحيى، فقال لنا إن الجزائر سيحكمها دستور جديد ابتداء من مطلع العام القادم.. وهي قراءة في مخ الرئيس تتجاوز قراءة النوايا التي تحدث عنها أويحيى! ويبشر سعداني الجزائريين بأن الدستور العظيم الذي ستحكم به الجزائر، سيمر عبر برلمان الحفافات... حتى لا يواجه صعوبات رفضه من طرف الشعب في انتخابات محتملة. رابعا: عمار غول وجّه بطارياته السياسية “الفيشنك” إلى المعارضة، فقال: إن المعارضة تطالب بالإصلاحات.. وعندما ينجز الرئيس الإصلاحات، تعارضها !غول بالطبع لا يفرّق بين مطالبة المعارضة بإنهاء حالة الدولة البوليسية، ورغبة السلطة في إقامة مكان الدولة البوليسية دولة الأبالسة! خامسا: لو كان أساطين السياسة في محيط الرئيس وأساطين إعلام “لاناب” يعرفون معنى السياسة والإعلام، لقالوا لنا: لماذا اضطر الرئيس إلى إصدار بيان يهوّن فيه العملية التي قام بها في (D.R.S)؟ ! هل لأن الرئيس أحس بأن العملية قد أضرت بالجهاز الوطني للتزوير الذي كان الرئيس يعتمده في تخياط الانتخابات على مقاسه! وأن الإدارة وأحزاب التحالف عاجزة عن تزوير الانتخابات في أي عملية انتخابية قادمة؟! أم أن دوائر الفساد في هذا الجهاز المفكك قد تستخدم المال الذي أخذته بغير وجه حق في إفساد أي انتخابات قادمة؟! واضح أن عملية تمدين الحكم بطبقة سياسية رديئة ومتهرئة وفاسدة، لا يمكن أن تخدم الرئيس ولا البلد، وقد تضر بالرئيس والبلد أكثر من دوائر التعسف والفساد التي ضربها الرئيس في جهاز ال(D.R.S). المصيبة أن رجال الحكم ورجال إعلام الحكم يمارسون السياسة الرديئة... ويعتقدون أن الشعب الجزائري لا يفهم ما يحدث؟! والحال أن هؤلاء يسيرون حفاة عراة أمام الشعب كأنهم في جبل عرفات؟!