كشف المدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية عبد الوهاب زكاغ عن قرب بداية مخطط سماه " الهجومي" لترميم القصبة وإعادة قلب الجزائر إلى المكانة التي تليق به كاشفا عن بداية الدراسة لتحويل محطة الميترو بساحة الشهداء إلى متحف ضخم يضم ألفي سنة من تاريخ الجزائر، مضيفا أن تسليم جامع "كتشاوة" الذي يخضع للترميم من طرف الأتراك سيكون في السداسي الأول من علم 2016. وقال زكاغ اليوم الخميس للإذاعة الجزائرية إن الدراسات انطلقت منذ 2007 بعد تصنيف القصبة كتراث عالمي حيث تم تخصيص أكثر من 24 مليار سنتيم منها 18.4 مليار يسيرها الديوان ضمن مخططه الاستعجالي ثم المخطط" الهجومي" الذي يستهدف إعادة ترميم المنشآت التاريخية والأثرية من مساجد ومعالم إضافة إلى 11 منزلا تاريخا بعد ترحيل سكان من هذه البنايات ومن محيطها.
ولم يخف المتحدث ذاته امتعاضه من صعوبة التعامل مع عملية الترميم لصعوبة التعامل مع السكان خاصة في البنايات التي مازالت مأهولة بساكنيها، مضيفا أن الولاية أخلت 51 بناية بعد عملية ترحيل أكثر من 400 عائلة وقد قامت مصالح الديوان بتعيين حراس على هذه البنايات تفاديا لاقتحامها من قبل بعض مواطنين ، كإجراء احترازي، وكشف عن اختيار 18 مكتب دراسات بعد إجراء مناقصات وطنية ودولية محدودة وتمّ اختيار منها مكاتب جزائرية وأخرى مختلطة ضمن قاعدة 51/49.
وحول الإجراءات التقنية أضاف المتحدث ذاته انه تم تقسيم القصبة إلى 51 كتلة في المخطط الهجومي، رصد لها مبلغ 24 مليار سنتيم منها 18.4 مليار يسيرها الديوان الذي يترأسه المتحدث ذاته وهو مدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية .
وعن الآجال المحددة لعملية الدراسة أفاد المتحدث بان العملية تنتهي هذا الأسبوع لتختار مكاتب الدراسات بعد 15 يوما ولن يمر شهر حتى تدخل الشركات المنافسة وتبدأ مكاتب الدراسات أشغالها التحضيرية بمرافقة الشركات. وحول نجاعة التدابير الاستعجالية في فصل الشتاء كشف زكاغ أن مصالحه تدخلت في أكثر من 700 منزل مستبعدا حدوث انهيارات و داعيا السكان إلى تفهم العملية وتقديم التسهيلات كاشفا عن وجود حالات رفض.
وحول قنوات المياه والصرف الصحي كشف المتحدث ذاته عن مشروع للاستعانة بشركات دولية متخصصّة في التدخل في مثل هذه المشاريع دون المساس ببنيتها ودون عمليا الحفر السطحية مؤكدا وجود تسرب وانهيار في القنوات الثلاثة المحيطة بجامع كتشاوة الذي تبرع الأتراك بترميمه، مضيفا أن العملية تسير بشكل جيد مرحجا تسليم الجامع في نهاية السداسي الأول من 2016 أو بداية السداسي الثاني من نفس السنة ، مضيفا ان المهندسين الجزائريين يرافقون العملية للتكوين في مثل هذه العمليات المعقدة، مذكرا بقلة الكفاءات الجزائرية المكونة في هذا المجال حيث لا يزيد عدد المهندسين الجزائريين المختصين عن 60 مهندسا.
وكشف ضيف الصباح عن تجربة فريدة يخوضها الديوان بالشراكة مع وزارة النقل لجعل محطة الميترو بساحة الشهداء متحفا ضخما بمساحة 1500 متر تحت الأرض بمداخل متعددة حيث يضم ألفي سنة من تاريخ الجزائر مرجحا أن يكون دخوله مجانيا، كما عاد المتحدث إلى مشاريع قسنطينة مؤكدا برمجة 74 مشروعا للترميم لم تنطلق الأشغال إلا ب34 مشروعا والتي سرعان ما توقفت لاصطدامها بمشاكل قانونية متعلقة بالرخصة المطلوبة من لجنة الصفقات التي تقدم من الهيئة الوطنية للمهندسين مرجعا المسألة الى نقص الخبرة لدى مكاتب الدراسات الجزائرية.
كما دعا المدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية عبد الوهاب زكاغ في آخر لقائه رجال الأعمال إلى الاستثمار في قطاع الثقافة.