هل سيفعلها “الأوسكار” ويعيد الاعتبار للمخرج الأمريكي “تود هاينز”، مخرج فيلم “كارول” الذي أجمع كل من حضر الدورة السابقة لمهرجان “كان” أن السعفة الذهبية قد “ظلمته”.. سياسيا جاءت من رحم الأوضاع التي عاشتها فرنسا بعد أحداث الضواحي، ومحمد مراح، وحكايات “شارلي إيبدو” لتنافس الفن، ورغم ذلك فقد خرجت “كارول” بجائزة أحسن ممثلة، ولكن المخرج الأمريكي “تود هاينز” لم ينل السعفة الذهبية لأفضل فيلم، ما زاد من حيرة كل من تابع الأفلام التي تنافست على جائزة السعفة الذهبية، وقاده إلى الصفوف الأولى للأفلام المرشحة لجائزة الأوسكار 2016 في عدة فئات “أفضل صورة، أفضل إخراج، أحسن اقتباس، أحسن ممثلة لكيت بلانشات”. بين الجوائز الفرنسية، “السعفة الذهبية” لمهرجان كان السينمائي الدولي وجائزة “السيزاز” التي أسسها الفرنسيون لأفضل الإنتاجات السينمائية الفرنسية في العام 1976 من أجل منافسة الأوسكار، تضع الرهانات السياسية نفسها وجها لوجه في مقابل الرهان الفني، فترشيحات جوائز الأوسكار في بداية العام الجديد، والتي من المقرر إقامة حفلها الثامن والثمانين في 28 فيفري 2016، وإعلان ترشيحاتها في 14 جانفي. تنوعت موضوعاتها من قصص شخصيات حقيقية وحوادث شهيرة إلى روايات الانتقام والجاسوسية وحتى العلاقات المثلية. لكن الأوسكار على خلاف السعفة الذهبية. هذه الأخيرة التي تعتبر مسابقة تنافسية بين 14 فيلما وضعت الخيار السنة الماضية عند الأخوين كويين اللذين ترأسا لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، بينما تعتمد جائزة الأوسكار، وهي تطفئ شمعتها ال88، على أصوات أعضاء الأكاديمية البالغ عددهم ألفي عضو عبر العالم، يصوّتون لهذا الفيلم أو ذاك. ورغم ذلك فإن عملية تحديد المتوج بالأوسكار ليست منصفة بالضرورة، حسب العديد من نجوم هوليود الذين لم تتوجهم هذه الجائزة بأي لقب رغم إسهاماتهم الطويلة في مجال السينما وشهرتهم الكبيرة، فالممثل ليرناردو دي كابريو الذي يدخل المنافسة في كل مرة ليخرج بخفي حنين، قرر العودة في محاولة جديدة للبحث عن الأوسكار بفيلم يشارك فيه بأداء 25 دورا دفعة واحدة. وقد شارك دي كابريو في 7 أفلام رُشحت للأوسكار، منها “ذئب وول ستريت”، ولكنه لم يفز بها في أي مرة، ولا يزال الحلم يراوده هذه المرة، من خلال الفيلم الجديد “العائد” للمخرج أليخاندرو غونزاليز إناريتو، صاحب “أوسكار” أفضل فيلم عن فيلمه “بيرد مان”. عربيا لا تزال الدورة 42 لجائزة الأوسكار السينمائية العالمية محطة خالدة في تاريخ الإبداع الفني السينمائي العربي، محطة رسمت ملامحها المشرفة السينما الجزائرية سنوات قليلة بعد استقلال الجزائر، حين رُفع العلم الجزائري في قائمة الأوسكار كأول دولة عربية تفوز بالجائزة، فصعد فوق خشبة مسرح دولبي في هوليوود بلوس أنجلوس المخرج أحمد راشدي ليتسلم جائزة الأوسكار عن فئة أحسن فيلم أجنبي عام 1969، ففيلم “زاد” للمخرج كوستا غافراس. اليوم لا يزال حنين السينما العربية يراقب حظوظ المخرجين الممثلين والمنتجين لنيل تلك الجائزة الهامة، ولا أحد استطاع أن يصل إلى ذلك المستوى العالي، حتى إعلان ترشيح الممثل عمر الشريف سنة 1963 كأول عربي يرشح لجائزة الأوسكار عن فيلم “لورانس العرب” مرّ دون تتويج، فالحلم قائم إلى غاية اليوم، ويبقى السؤال: متى يتوج العرب بالأوسكار جديد؟ وهل ينجح الفيلم الأردني “ذيب” للمخرج ناجي أبو نوار الذي اختير من طرف لجنة الأفلام المرشحة للمشاركة في مسابقة لفئة الأفلام الأجنبية؟