على الرغم من الأزمة الغذائية التي تضرب زيمبابوي واقتصاد البلاد المتدهور، يقيم الرئيس روبرت موغابي، عميد رؤساء دول العالم الحاليين من حيث السن، السبت 27 فيفري، مأدبة كبيرة للاحتفال بعيد ميلاده الثاني والتسعين. منظمو الحفل قالوا إن 50 ألفاً من أنصار حزب موغابي، الاتحاد الوطني الإفريقي لزمبابوي-الجبهة الوطنية (زانو) الحاكم، ومن كوادر النظام، سيحضرون الحفل الذي يقام في ماسفينغو (جنوب)، بعد 6 أيام من تاريخ عيد ميلاد الرئيس، حيث ستبدأ الاحتفالات بعد الظهر بحفلة موسيقية تليها مسيرة لرابطة شباب حزب موغابي، وقال الناطق باسم حزب زانو سيمون خايا مويو لوكالة فرانس برس "بذلت رابطة شباب الحزب جهودا شاقة لضمان نجاح الاحتفالات"، وأضاف أن "كل شيء جاهز، ونتوقع احتفالات رائعة"، بقية الاحتفالات ستجري بعد ذلك تحت خيمة كبيرة أقيمت أمام النصب الوطني لزيمبابوي الكبرى، وهو عبارة عن مجموعة أبنية أثرية تعود إلى القرن ال13.
وقالت وسائل الإعلام إن ناشطين أمروا قرويين في مناطق محيطة بماسفينغو بالتبرع بما بين دولار و5 دولارات لتمويل جزء من الاحتفالات.
وتتعرض هذه الاحتفالات لانتقادات حادة، لأنها تأتي في وقت يعاني أكثر من ربع السكان من نقص الأمن الغذائي، وأعلنت الحكومة حالة الكوارث الطبيعية في عدد من المناطق بسبب الجفاف.
رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان أوكاي ماشيزا قال "عندما ينفق رئيس 800 ألف دولار من أجل عيد ميلاده ولا يملك آلاف الأشخاص ما يقتاتون به، فإننا نتساءل أي نوع من الآباء يقودنا"، في إشارة إلى اللقب الذي يطلقه موغابي على نفسه (أبو الأمة)، أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماسفينغواما تاكافافيرا زو قال "ليس هناك ما يستحق الاحتفال لشخص عمره 92 عاماً ويحكم منذ 36 عاماً وقادنا إلى إفلاس اقتصادنا وإلى جعل بلدنا في مصاف المتسولين"، ونظمت رابطة شباب حركة التغيير الديموقراطي المعارض تظاهرات في ماسفينغو احتجاجاً على هذه الاحتفالات. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "لا عيد ميلاد عندما يموت الأطفال جوعاً" و"نريد وظائف لا احتفالات".
ويحكم موغابي المولود في 21 فيفري 1924 زيمبابوي بقبضة من حديد منذ استقلالها في 1980. ويؤكد أنه سيحكم حتى يبلغ من العمر 100 عام، وما زال موغابي يلقي خطباً طويلة يهاجم فيها الغرب، وقد ارتكب أخيراً هفوات عدة خلال إطلالاته العلنية أثارت شكوكا في وضعه الصحي، ففي سبتمبر 2015، تلا لمدة 25 دقيقة خطاباً كان قد ألقاه قبل شهر بحرفيته بدون أن ينتبه لذلك على ما يبدو، كما تعثر مرتين خلال مناسبات عامة.