لا يمكن الاعتقاد أن أجواء استقبال وزير الطاقة الأسبق، شكيب خليل، بوهران، تؤشر على أن الرجل بصدد العودة إلى بيته فحسب، بعد إخلاء مسؤوليته في قضايا الفساد التي عرفتها سوناطراك، وشكيب الذي عاد في ثوب “الفاتح”، استقبل كوزير أو أكثر، دون حيازته على الصفة، وقد دخل الجزائر والبلاد تحيي عيد نصرها 19 مارس، فعاد الوزير “منتصرا” على من تردد أنهم لفقوا له تهما باطلة، كبطلان مذكرات التوقيف الدولية التي صدرت بشأنه، بينما التساؤلات مطروحة بخصوص المنصب الذي سيتبوأه الرجل في الجهاز التنفيذي، بعد أن أوحت أجواء استقباله أن البساط الأحمر إلى قصر الدكتور سعدان قد افترش، بينما المعلومات المتوفرة تقول إن إقامة خليل بوهران لن تطول وأنه سيتنقل إلى العاصمة من أجل لقاءات برئاسة الجمهورية. غادر ثم عاد إلى الجزائر بمباركتها خليل سيتنقل إلى العا صمة لإجراء مقابلات في الرئاسة رفعت مصالح الأمن في وهران الحواجز ونقاط المراقبة التي أقامتها مساء الخميس الماضي في محيط مسكن وزير الطاقة السابق، شكيب خليل، بحي كاناستيل شرقي المدينة، مباشرة بعد وصوله إلى بيته من مطار السانية، وسط حراسة أمنية ضمنها دراجو الدرك الوطني. وبدا الحي الذي يقيم فيه “الوزير العائد”، صباح أمس، هادئا، حيث غابت سيارات الشرطة. ولاحظ سكانه تردد سيارات تحمل علامات القنوات التلفزيونية الخاصة تبحث عن مسكن شكيب خليل الواقع في شارع الشهيد جبار محمد في الجهة الخلفية للحي العسكري بكاناستيل. وتكفل شقيق خليل، عثمان، بفتح الباب للذين يطرقونه من صحفيين ليرد عليهم بلباقة أن شقيقه لا يستقبل بسبب تعب السفر. كما لم تعرف الفيلا إقبالا كبيرا من طرف الزوار نهار أمس الجمعة، باستثناء أفراد عائلة الوزير الذين قدم بعضهم من تلمسان. ومعروف أن شكيب خليل لم يكن يقيم كثيرا في هذه الفيلا التي شيدها تزامنا مع تحضيره للندوة الدولية للغاز المنعقدة سنة 2010 في وهران، حين كان وزيرا للطاقة، ولم يكن يستقبل فيها. كما لم “يتجرأ” أي مسؤول إداري أو حزبي ولا الإطارات الذين كانوا يعملون تحت إمرة الوزير بزيارته بعد عودته “المفاجئة”. حيث ذكرت مصادر مؤكدة ل”الخبر” أنه حتى والي وهران، عبد الغاني زعلان، الذي استقبله في مطار وهران، لم يكن يعرف قبل 48 ساعة أن شكيب خليل عائد إلى الجزائر. وأضافت ذات المصادر أن أوامر صدرت من رئاسة الجمهورية، يوم الثلاثاء الماضي، بتنظيف مسكن الوزير. وهو ما تكفلت به مصالح ولاية وهران في “سرية تامة”. ولم ينتبه حتى الجيران لما كان يحدث في مسكن الوزير، اعتقادا منهم أن العائلة قررت صباغة الواجهة الخارجية والجدران، لأن المسكن لم يتعرض للتشميع مثل شقة الوزير في حي شعباني بالعاصمة. وبقيت عائلته تقيم فيه، حتى بعد وفاة والدته التي لم يحضر جنازتها. وظهر هذه المرة أيضا أن عبد العزيز بوتفليقة لم يتخل عن صديق صباه شكيب خليل، الذي أمر في جنازة والدته بالتكفل بترتيبات الدفن واستقبال المعزين في غياب الوزير حينها. حيث تنقل والي وهران السابق عبد المالك بوضياف إلى مسكنه لتقديم “العزاء الرسمي”، مثلما فعل خلفه عبد الغاني زعلان الذي تنقل إلى مطار السانية، أول أمس، لاستقباله في القاعة الشرفية بعد عودته إلى وهران قادما إليها من فرنسا، على متن رحلة عادية لشركة “إيغل آزير”. وذكرت مصادر مؤكدة ل”الخبر” أن إقامة شكيب خليل في وهران لن تطول، حيث سيتنقل إلى الجزائر العاصمة لإجراء مقابلات في رئاسة الجمهورية، لم تفصح مصادرنا عن فحواها.