استيقظ، أمس، سكان مدينة بني حواء الساحلية، بولاية الشلف، على وقع جريمة نفذها إطار متقاعد من رئاسة الجمهورية، بعدما قام بإفراغ رصاص مسدسه في جسد جاره المغترب، بسبب ركن هذا الأخير سيارته في طريق الجاني. لم يصدق سكان منطقة زبوجة علال، المعروفة بتسمية برج القايد، ما حدث ليلة السبت إلى الأحد، حيث تسبب سوء تفاهم بين الجاني والضحية حول ركن سيارة الأخير، الذي كان بصدد حزم أمتعته للعودة إلى بريطانيا، بعدما قضى عطلته مع أفراد العائلة، وتزامن ذلك مع مرور الجاني بسيارته عبر الطريق الذي يسلكه الجيران. ولأن الطريق ضيق، طلب الضحية من الجاني مهلة ليتسنى له إنهاء عملية ترتيب أمتعته في السيارة قبل فسح الطريق، لكن الجاني الذي كان يعمل مستشارا برئاسة الجمهورية قبل أن يتقاعد منذ سنوات، رفض طلب الضحية، وأصر على فسح الطريق ليلتحق بمنزله الصيفي. وهو ما أدى إلى نشوب ملاسنة بينهما انتهت بإشهار الجاني مسدسه مهددا بإطلاق النار، وهو ما قابله الضحية باستهزاء. الأمر الذي دفع بالجاني لتنفيذ تهديده، وإفراغ رصاص سلاحه في جسد الضحية، الذي حاول الفرار هربا للاحتماء بمنزل أحد الجيران، وهو ينزف دما. ورغم ذلك تفيد شهادات الجيران، لاحق الجاني الضحية واستمر في ضربه بأخمص المسدس، قبل أن يتركه غارقا في الدم ويختفي عن الأنظار.
ولحسن الحظ، سارع أحد الجيران لحمل الضحية إلى عيادة سيدي غيلاس التابعة لولاية تيبازة، حيث خضع لعملية جراحية استأصلت فيها إحدى كليته المصابة لإنقاذ حياته من الموت. وعلمنا أن مصالح الدرك الوطني نجحت في إلقاء القبض على الجاني بواسطة الكلاب المدربة، بعدما لجأ إلى الاختباء وسط الغابة المجاورة. فيما اتخذت القضية بعدا آخر بعد اتصال أفراد عائلة الضحية الذين يحملون الجنسية البريطانية بمسؤولي سفارة المملكة المتحدة بالجزائر للتدخل من أجل حمايتهم والتكفل بهم، خاصة وأن الأطفال أصيبوا بصدمة نفسية عنيفة بعد مشاهدتهم إطلاق النار على والدهم.