اغتيل أول أمس، دقائق قبل أذان الإفطار، محافظ الشرطة رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية برج بوعريريج عبد الغاني بوفجي (53 سنة) رفقة مفتش الشرطة خالد رحمون (32 سنة) بالمصلحة نفسها، ببلدية راس الوادي، على يد أحد بارونات مافيا المخدرات وتهريب السلاح بالمنطقة ''ن·ع'' (37 سنة)، الذي قتل بدوره خلال تبادل إطلاق النار·وتشير المعطيات التي بحوزة ''البلاد'' إلى أن اغتيال محافظ الشرطة، وهو أب لخمسة أطفال، رفقة مفتش الشرطة أب لطفلة، وكانت ''مباغتة'' تمت في حدود الساعة السابعة والنصف مساء، عندما سارعت مصالح الشرطة القضائية إلى محاصرة بيت الجاني (ن· عبد السلام) بشارع بودينار براس الوادي، الذي كان محل بحث من طرف مصالح الأمن بعد صدور العديد من مذكرات التوقيف في حقه بتهمة الاتجار بالمخدرات وتهريب السلاح والسرقة الموصوفة، إضافة إلى شبهة انتمائه إلى الجماعات الإرهابية· وبعد حصول الشرطة القضائية على معلومات استخباراتية تفيد بوجود المتهم في بيته العائلي، سارعت إلى التنقل إلى منزله غير البعيد عن مستشفى راس الوادي، من أجل تفتيش وتوقيف المتهم الذي كان رفقة زوجته وابنتبه لحظتها· وحسب مصادرنا، فإن محافظ الشرطة اقترب من الباب وقام بطرقه مرات عديدة، لتجيبه الزوجة بألا أحد في البيت إلا هي وابنتيها، غير أن إصرار محافظ الشرطة على فتح الباب أدى بالجاني إلى فتح الباب بصورة مفاجئة وإخراج مسدسه من نوع بيريطا 9 ملم، ليشرع في إطلاق النار ليصيب المحافظ برصاصة في القلب أرداه قتيلا، في وقت واصل إطلاق النار بطريقة عشوائية ليقتل بعدها مفتش الشرطة ويصيب ضابط الشرطة بلحاج لخضر بجروح متفاوتة الخطورة· وما زاد في تعقيد الوضع هو استعمال المجرم أفراد عائلته كدرع للاحتماء بهم خشية رد فعل عناصر الشرطة، ولم تنته العملية إلا بعد انتهاج رجال الشرطة خطة دفاعية بعدما تسللوا عبر الفناء إلى البيت ليتم القضاء على الجاني في عين المكان·هذا، وفتحت مصالح أمن ولاية برج بوعريريج تحقيقا قضائيا بأمر من وكيل الجمهورية لدى محكمة راس الوادي لتحديد ظروف وملابسات وفاة محافظ الشرطة عبد الغاني بوفجي ومفتش الشرطة خالد رحمون· وشيع الضحايا أمس إلى مثواهم الأخير بحضور السلطات العسكرية والمدنية لولاية برج بوعريريج، فضلا عن جمع غفير من المواطنين، بعدما تم تشريح جثثهم في مستشفى راس الوادي· وتشير معطيات ''البلاد'' إلى أن أهل الجاني حاولوا استعطاف سكان الحي الذي كان مسرحا للعملية لإثارة الفتنة، إلا أن رزانة وحكمة مصالح الأمن فضلا عن تفطن السكان لهذه الحيلة حال دون ذلك·