أعلن الرئيس الفرنسي السابق وزعيم الحزب اليميني “الجمهوريين”، نيكولا ساركوزي، في كتاب له سيصدر غدا الأربعاء “كل شيء من أجل فرنسا”، ترشحه لخوض غمار انتخابات حزبي اليمين والوسط التمهيدية المقررة إجراؤها شهر نوفمبر القادم، استعدادا لقيادة تيار اليمين في رئاسيات 2017 الفرنسية. لم يحدث إعلان ساركوزي المفاجأة داخل الساحة السياسية الفرنسية لتوقع الجميع ترشحه، لاسيما أن هذا الأخير لم يرغب في نزع بذلة الرئيس منذ خروجه من قصر الإليزيه شهر ماي 2012، بعد هزيمته أمام منافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند آنذاك، حيث يحمل كتابه مجموعة من الرسائل موجهة إلى ناخبي اليمين المتطرف يمكنه من خلالها مغازلة أصوات مارين لوبان بالتركيز على مسائل: الهجرة، الحدود، الأمن، والهوية الفرنسية، وكذا موقع فرنسا في أوروبا، إلى جانب مكانة الإسلام في فرنسا خاصة بعد الهجمات الأخيرة التي ضربت البلاد. وكان ساركوزي قد اقترح حزمة من 10 مطالب ردعية في حق الفرنسيين من الأصول المغاربية والانتماء الإسلامي، كان على رأسها تمديد حالة الطوارئ من 3 إلى 6 أشهر، بعد توجيهه انتقادات لاذعة للحكومة الاشتراكية الحالية، متهما إياها بالتقصير الأمني وعدم اتخاذ الإجراءات الصارمة اللازمة للتصدي للإرهاب مباشرة بعد اعتداء نيس الأخير (85 قتيلا). كما لم يخف نيكولا ساركوزي مؤخرا رغبته في فرض المزيد من التشديدات الرقابية على الفرنسيين خاصة من الأصول المغاربية ومن الانتماء الإسلامي، وحتى لو تعلق ذلك بخنق حريات الأشخاص مثلما سبق وأن تقدم به حزبه الحائز على الأغلبية في مجلس الشيوخ، فيما يتعلق بإجراءات ترحيل كل أجنبي من فرنسا لديه علاقة مع الإرهاب، بالإضافة إلى إعادة إرجاع عملية المداهمات الإدارية. وقد أعرب بعض أعضاء الجالية الجزائرية بباريس ل”الخبر” عن قلقهم وتخوفهم من إعلان نيكولا ساركوزي ترشحه، لاسيما أن هذا الأخير يحاول بشتى الطرق الرجوع إلى سدة الحكم من خلال اصطياد أصوات اليمين المتطرف.