خرجت أحزاب اليمين واليسار بفرنسا في حملة انتخابية غير معلنة وقودها العنصرية ومناهضة المهاجرين وأبناء الجالية، مثلما هو الامر بالنسبة لأحزاب اليمين المتطرف، وتلعب أحزاب اليسار على وتر مغازلة أبناء الجالية، ويستثمر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في الموضوع أيضا. أطلقت الشخصيات الفرنسية، بما فيها المعارضة، حملة مسبقة للانتخابات الفرنسية، قبل 18 شهرا عن موعدها، وحطب هذه الحملة هم بذلك المهاجرون والمسلمون، حيث مثلت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان أمام العدالة في قضية تحريض على الكراهية ضد المسلمين، ويسير على نفس الخط الرئيس السابق نيكولا ساركوزين ونزل الرئيس فرانسوا هولاند في زيارة للاحياء التي تعج بالمسلمين والمهاجرين في محاولة لرفع شعبيته، باستقطاب الكتلة الناخبة في هذه الاحياء، وهي في تراجع متواصل وفي هذا السياق، زار هولاند بزيارة الأحياء الأكثر شعبية الخاصة بالمهاجرين والجزائريين بمنطقة، سان دونيس، خصصها لصالح العمال، باعتباره احد الأحياء الشعبية التي زكت نيكولا ساركوزي ودعمته خلال حملته الرئاسيات الماضية. وقال الرئيس الفرنسي الاشتراكي إنه لا يفرق بين الفرنسيين من أصول أوروبية وافريقية، وقال انه لا توجد فرنسا للأثرياء وفرنسا للمهشمين، وأن جميع الفرنسيين يتساوون في الحقوق والوضعيات، وهو خطاب يريد من خلاله استعطاف المهاجرين وأبناء الجالية، وقابل السكان من أوصول جزائرية ومغاربية خطابه بالرفض والاحتجاج، وذكروه أنه لم يجسد وعود قطعها لهم من اجل تحسين وضعيتهم، علما أن المهاجرين والجزائريين على وجه التحديد كانوا في الصفوف الأولى التي دعت فرانسوا هولاند في سباقه الرئاسي ضد الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي. وعكس ذلك تستعمل أحزاب اليمين المتطرف، مثلما هو أمر مارين لوبان العنصرية، لحصد الأصوات والمساندة، إلى حد جرها إلى المحاكم، حيث مثلت مؤخرا بمحكمة ليون، في قضية تهجمها على الجالية المهاجرة، بتشبيه المسلمين بعناصر الاحتلال النازي، خلال الحرب العالمية الثانية، وهو ما حمل نشطاء وحقوقيون على رفع شكوى ضدها، وخلال مثولها أمام القضاء أنكرت تحريضها على العنصرية ومناهضة المسلمين، واعتبرت أن ما قامت به يندرج في صميم الدفاع عن المبادئ الجمهورية واللائكية فقط، ولم تفصل العدالة في القضية حيث ينتظر مثولها أمامها شهر ديسمبر القادم مجددا. وفي نفس المسعى، يتحرك الرئيس الأسبق، نيكولا ساركوزي، ويستهدف الجزائريين للوصول إلى قصر الاليزيه مرة أخرى، لكن ليس بعودهم بالمناصفة وتحقيق مطالبهم، بل بالتهجم عليهم في المنابر الإعلامية داخل وخارج فرنسا، وكان آخر تلك الهجمات قوله من تونس انه يتأسف لكون جيران ليبيا وتونس، جزائريين، علما ان نيكولا ساركوزي خسر انتخابات 2014 بسبب عنصريته المفرطة.