وصف مقال للغارديان انتخابات الرئاسة الأمريكية الحالية بأنها كانت مشهدا عبثيا مرهقا وأنها تمكنت من حشد كل المشاعر المعادية للمسلمين (إسلاموفوبيا) في ال15 سنة الماضية في 15 شهرا فقط ثم حولتها إلى شيء واحد قبيح. وعلق كاتب المقال مصطفى بيومي بأن أكثر اللوم فيما يحدث يقع على عاتق المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي دعا إلى "منع تام وكامل للمسلمين" من دخول البلاد حتى بات واضحا أن الاقتراح كان سوء تصور محرج ليستبدله بعبارة أخرى مبهمة "التدقيق الشديد" في دخولهم البلاد. وأشار الكاتب إلى معاداة ترامب الواضحة للمسلمين بأنهم يؤوون الإرهابيين بينما يتودد إلى الجماعات العرقية الأخرى كالأمريكيين الأفارقة واللاتينيين لكسب ودهم وسعيه المباشر لطلب دعم اليهود الأمريكيين، وخلص الكاتب من ذلك إلى وصف أسلوبه في القيادة بأنه قد يهينك ولكنه لا يزال يريد صوتك. وأردف أن هذا الأسلوب ليس كذلك مع المسلمين لأن حملته لم تتقرب من المسلمين على الإطلاق كما لو كان المواطنون المسلمون ليس لهم وجود فعلي في أميركا التي يحكمها ترامب. كما انتقد الكاتب أسلوب المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في التعامل مع المسلمين وكأنهم ليسوا مواطنين لهم كامل الحقوق كبقية الأمريكيين، وأشار في ذلك إلى بعض عباراتها التي قالت فيها "نحن نحتاج الأمريكيين المسلمين أن يكونوا جزءا من أعيننا وآذاننا على حدودنا"، وأضاف أن كلينتون يبدو أنها تنظر إلى المسلمين على أنهم منفصلين عن فكرتها لكلمة "نحن" كما ورد في عبارتها السابقة ("نحن" نحتاج"هم" ليكونوا جزءا "منا"). واعتبر الكاتب هذا إهانة لمواطنتهم وأنه يجب أن تتاح للأمريكيين المسلمين الحقوق والحماية نفسها التي لدى الجميع دون شروط مسبقة. وأضاف أن ما أظهرته هذه الحملة الانتخابية بالفعل هو مدى خطورة وضع الأمريكيين المسلمين اليوم، وأن هذا الأمر لن يتغير بعد التصويت الجاري بغض النظر عمن يفوز. وختم بأنه إذا كان هناك أي أخبار جيدة في هذه الانتخابات فهو أن البلد يدرك الآن القوة السياسية الفعالة المتمثلة في الإسلاموفوبيا، وكيف أن الأمريكيين بدؤوا يفهمون أن مكافحة التعصب ضد المسلمين ليس في الأساس لحماية المسلمين ولكن للحفاظ على رؤية مجتمع تعددي وديمقراطي فعال. ويجب علينا الآن أن نكون مستعدين للقيام بما يلزم لأن يكون قادتنا على هذا المستوى دائما وليس فقط كل أربع سنوات.