تعطى اليوم ضربة انطلاقة الدورة ال 31 من كأس أمم إفريقيا، في الغابون وبالتحديد في ملعب الصداقة بالعاصمة ليبروفيل الذي سيحتضن بعد حفل إفتتاح هذه النسخة المباراة من المجموعة الأولى بين المنتخب المنظم لهذه الدورة وغينيا بيساو بداية من الساعة الخامسة بالتوقيت الجزائري. وسط مخاوف أمنية و أخرى تنظيمية ، تعطى اليوم إشارة إنطلاقة العرس الكروي القاري ، بملعب العاصمة الغابونية ليبروفيل الذي سيكون مطوقا بجدار أمني لم تشهده هذه البلدة من قبل ، بسبب رفض البعض هنا فكرة تنظيم هذا الحدث الكروي وحجتهم في ذلك أن البلاد بحاجة إلى من يدعم عجلتها الاقتصادية وليس إحتضان منافسة للجلد المنفوخ .
الحكومة الغابونية بقيادة علي بانغو أونديمبا التي ضخت أكثر من 50 مليون دولار ، لتنظيم هذه الدورة وإنجاحها رغم تحرك المعارضة ، تسخر حاليا كل ما لديها من إمكانات بشرية و مادية لتوفير كامل الظروف المريحة للمنتخبات و لضيوف الغابون ، وهو نفس الحال بالنسة للكونفدرالية الافريقية التي تسعى جاهدة لتسويق أحسن صورة لهذا العرس الكروي الافريقي ،حتى تمر العهدة الثامنة للرئيس الكاميروني عيسى حياتو المرشح رفقة الملغاشي أحمد لرئاسيات الكاف في شهر مارس القادم .
حياتو الذي يبقى متفرجا على صراع التلفزيونات الافريقية وخاصة في شمال القارة السمراء، مع الشركات المالكة لحقوق بث المقابلات الذين يبعون المقابلة بأثمان خيالية ، يحاول حاليا الظهور بوجه لائق أمام أصحاب البشرة السوداء لكسب أصواتهم في الانتخابات ، رغم أن الجميع يعلم أن العملية مطبوخة مائة بالمائة ، وهو ما يفسر رفضه لمطلب الاندية الاروبية بإعادة النظر في توقيت وتواريخ الكان.
من سيخلف الفيلة
وبعيدا عن الكواليس و المخاوف الامنية ، اليوم سيبدأ الصراع على من يخلف المنتخب الايفواري ، الفائز بالنسخة الماضية بغينيا الاستوائية ، وهو الصراع الذي سيشد بالتأكيد أنظار الجماهير الكروية من مختلف بقاع العالم ، لتواجد منتخبات لها باع كبير و بصمات في كتاب المنافسة الافريقية من أمثال المنتخب المصري العائد إلى الواجهة في المدة الاخيرة ، شأنه شأن المنتخب السينغالي الذي يعول كثيرا على أنصاره المتواجدين هنا بكثرة لحمل التاج الافريقي الغائب عن خزائن أسود التيرانغ منذ مدة . منتخبات أخرى ، رشحتها هنا الصحافة العالمية لأن تكون في خانة المرشحين لنيل الكأس و في مقدمتهم المنتخب الغاني الذي خسر النهائي في الدورة السابقة أمام الكوت ديفوار و كذا منتخب جمهورية الككونغو الديمقراطية الذي حل ثالثا في غينيا الاستوائية . مصر ، تونس و المغرب و حتى زيمباوي من المنتخبات التي يحسب لها ألف حساب في هذه الدورة لما تملكه من تعداد ثري .
" الخضر" دون ضغط
وبالرغم من تواجد أحسن لاعب في إفريقيا لعام 2016 ونعني به رياض محرز لاعب ليستر سيتي في صفوف المنتخب الوطني الجزائري ، إلا أن عدد كبير من الصحافة هنا بالغابون لا يرشحون " الخضر" لنيل التاج الافريقي ، وهو ما سيمنح أفضلية لرفاق سليماني لأداء دورة في المستوى دون ضغط ولما لا العودة إلى الديار وقميص المنتخب الوطني معلقا عليه النجمة الثانية بعد تلك المنتزعة عام 90 . مبررات هؤلاء هي الضربات الموجعة التي تلقتها تشكيلة جورج ليكنس قبل المجيء إلى فرانس فيل ونعني بها شبح الاصابات الذي وضع مثلا لاعب بولونيا الايطالي خارج الاطار .
أوباميونغ في مهمة الثأر من محرز
الصراع لن يقتصر أيضا على المنتخبات فحسب ، بل على النجوم الذين سيشاركون في هذا العرس الكروي الافريقي وفي مقدمتهم لاعب البلد المنظم لهذه الدورة بيار إيمريك أوباميونغ لاعب بوريسيا دورتموند الالماني ، الذي سيحاول جاهدا لقيادة الغابون إلى أبعد حد في هذه المنافسة للثأر من رياض محرز لاعب ليستر سيتي الانجليزي الذي خطف منه بإستحقاق وجدارة وسام أحسن لاعب في القارة السمراء .
ساديو ماني لاعب ليفربول الانجليزي هو الاخر ، من بين الاوراق الرابحة للمدرب السينغالي أليو سيسي ، والذي تعول عليه كثيرا الجماهير السينغالية التي لم تتجرع لحد الساعة الهزيمة أمام الجزائر في الدورة السابقة بغينيا الاستوائية . المغربي مهدي بن عطية لاعب جوفنتوس الايطالي و الكاميروني فانسون أبوبكر لاعب بشيكتاس التركي و التونسي يوسف المساكني و الايفواري جون ميشال سيري لاعب نيس الفرنسي .. هم أيضا نجوم سيقولون بالتأكيد كلمتهم أو على الاقل سيبصمون مشاركتهم في الغابون وهو ما يتمنها عشاق الكرة المستديرة الذين سيعيشون الحدث الكروي الافريقي بجوارحهم .