شيع عصر اليوم الثلاثاء ،جماهير مدن شرق تيبازة جثمان الطفل الفقيد حسام بلقاسمي ابن حي 9 شهداء ببواسماعيل إلى مثواه الأخير بمقبرة البلدية شمالي المدينة ،وذلك فور تسلم العائلة لجثته التي مكثت يومين بمصلحة حفظ الجثث بمستشفى الدويرة بالعاصمة ولا يزال الغموض يحيط بظروف وفاته وتعالت أصوات مدوية من ألاف المشيعين مطالبة بالقصاص من القتلة المفترضين . كانت الساعة تشير إلى الخامسة إلا الربع من مساء اليوم،عندما وصلت سيارة الحماية المدنية تحمل جثة المرحوم حسام إلى البيت العائلي محاطة برجال الدرك الوطني التي تمكنت من اختراق الجماهير التي احتلت أزقة وشوارع الأحياء العلوية لمدينة بواسماعيل لتعلو هتافات أقارب وجيران العائلة بتكبيرات وتهليلات قبل ان يسمح لوالدته المفجوعة بإلقاء النظرة الأخيرة على فلذة كبدها في لحظات معدودة ليسارع المشيعون المحاطون برجال الدرك والحماية المدينة بالنعش نحو مسجد عقبة بن نافع أي لا بعيد سوى ببضعة أمتار عن منزل العائلة لتنفجر حناجر الجماهير مطالبة بالقصاص للطفل حسام .
وفور وصول الجنازة إلى باحة المسجد أقام الإمام صلاة العصر وناشد المشيعين التحلي بالهدوء والسكينة واحترام آداب تشييع الجنائز لتنطلق الجموع نحو مقبرة المدينة عبر حي الكتيبة الزبيرية الذي شهد تعزيزات أمنية مكثفة منذ فجر اليوم تحسبا لاضطرابات سبق للمنطقة أن عاشتها أول أمس حينما اكتشفت جثة الطفل حسام ،وكسر المشيعون هدوء الحي بهتافات متضامنة مع العائلة ومشددة على تطبيق حكم الإعدام على قتلة الأطفال على غرار "القصاص القصاص" "بالروح بالدم نفديك يا حسام" و" لا اله إلا الله والشهيد حبيب الله".
بوصول النعش إلى قلب المقبرة استوقف إمام مسجد عمر بن الخطاب الشيخ حمال احمد يحي المشيعين والقى فيهم خطبة مؤثرة مستشهدا بنصوص قرآنية وأحاديث نبوية تدعو إلى الصبر والاحتساب والتحلي بالإيمان بالقضاء والقدر ودعا فئة الشباب إلى الانصراف بهدوء وتجنب أية أعمال تمس بمعنويات العائلة ،ليشرع الحضور في الانصراف فرادى وفي شكل مجموعات صغيرة وسط حضور ملحوظ لرجال الأمن بالزي المدني والرسمي .
وعاش سكان المنطقة على أعصابهم والتفوا ببيت العزاء منذ الصبيحة مشدوهين ومتلهفين إلى ورود الرواية الرسمية لظروف وفاة الطفل ،فيما استجاب أشقاؤه لخطة العمل الميدانية التي ضبطتها الخلية الأمنية المحلية التي نصبت لتيسير ترتيبات دفن الفتى ،علما أن أشقائه كانوا قد رفضوا استلام الجثة ودفنها أمس بعدما صدمتهم أخبار نشرت على لسان الطبيب الشرعي بخصوص وفاة الطفل غرقا ،وهي الرواية التي لم يستسغها أفراد العائلة مما دفع نيابة الجمهورية إلى تأجيل موعد الدفن .
ولم نتمكن من نقل تصريح أو موقف عن أبوي حسام لانشغال والد بترتيبات نقل الجثمان من مصلحة التشريح ،فيما أصيبت الأم بانهيار معنوي وجسدي جعلها تعتذر عن الإدلاء بأي تصريح. وكان وكيل الجمهورية لدى محكمة القليعة قد أمر بإطلاق سراح الأخ غير الشقيق للطفل حسام في ساعة متأخرة من مساء أمس،بعد إبقائه بالمراكز الأمنية لفائدة التحقيق أي شمل مجموعة من الأشخاص المشتبه في تورطهم في قضية اختفاء الطفل ووفاته ،وينتظر أن يكشف وكيل الجمهورية لدى محكمة القليعة لغز الوفاة ونتائج التحقيق النهائية التي أنجزتها مصالح الدرك الوطني لمجموعة تيبازة.