تم تخصيص في "أسبوع البترول الدولي" الذي انطلق، الثلاثاء، في لندن يوما كاملا للغاز الطبيعي في الأسواق،وهذا يدل على تصاعد أهمية الغاز الطبيعي مقابل النفط في أسواق الطاقة العالمية. ويأتي ذلك في وقت تتحدث فيه دوائر صناعة الطاقة عن احتمالات توسيع منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) لتضم أعضاء جدد أهمهم روسيا، أكبر منتج ومصدر للغاز الطبيعي في العالم. ويقول عدد من الخبراء المشاركين في مؤتمر لندن إنه قبل 2013 لم يكن الاهتمام بالغاز الطبيعي ملحوظا في الاجتماع الدوري للمنتجين والمصدرين وشركات الطاقة الكبرى ضمن أسبوع البترول الدولي، لكن مع اتجاه العالم للبحث عن مصادر الطاقة النظيفة يزيد الاهتمام بالغاز كمصدر طاقة أقل ضررا بالبيئة من النفط. وتتجه الشركات الكبرى للاستثمار في محطات تسييل الغاز الطبيعي لتسهل تجارته في براميل وناقلات وليس بالضرورة خطوط أنابيب قد لا تصل ما بين المنتجين وكافة أسواق الاستهلاك. تقدر وكالة الطاقة الدولية، التي تقدم المشورة في مجال الطاقة للدول الصناعية الكبرى، أنه إذا استمرت حكومات دول العالم في تبني سياسات اقتصادية تحافظ على البيئة فإن نصيب الغاز والطاقة المتجددة من إجمالي المعروض العالمي من الطاقة قد يصل إلى 54 بالمائة بحلول عام 2040 مقابل 36 بالمائة حاليا. ومن المؤشرات على ذلك تقديرات كثير من الخبراء والمحللين في مجال الطاقة بأن قمة عصر النفط قد تنتهي في غضون السنوات المقبلة. ويعزز ذلك أن شركات الطاقة الكبرى مثل "رويال دتش شل" و"بي بي" أصبحت تخصص قدرا أكبر من استثماراتها المستقبلية للغاز الطبيعي أكثر من النفط. وحسب شركة استشارات الطاقة "وود ماكينزي" فإن الغاز الطبيعي يتجاوز النفط بنسبة 25 بالمائة بين الموارد غير المطورة بعد التي تنتظر الاستثمار فيها. و نقلت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" عن مدير المبيعات في شركة "إيني" سابقا والرئيس التنفيذي لشركة "سنام" الايطالية المتخصصة في البنية الأساسية لإنتاج الغاز الطبيعي، ماركو ألفيرا، إن "طريقة التفكير تغيرت في الأشهر الإثني عشر الأخيرة وبدأت شركات النفط التقليدية تتحدث عن الغاز وطاقة المستقبل". لكن ما لم يحسم بعد في نقاش الخبراء والمحللين، ويسهم مؤتمر لندن في إلقاء الضوء عليه، هو ما إذا كان الغاز الطبيعي سيمثل مصدرا انتقاليا للطاقة ما بين عصر النفط وعصر الطاقة المتجددة أم أن عصر الغاز قد يستمر مع المصادر النظيفة كالشمس والرياح والطاقة النووية.