هؤلاء بمختلف ألقابهم من خيرة أبناء الجزائر من تبسة خرجوا لتأدية واجب وطني لينزل خبر استشهادهم رفقة خيرة أبناء الجزائر من حماة الوطن بمختلف الولايات وهم في رعيان شبابهم في حادث سقوط الطائرة العسكرية، كالصاعقة هم قصص حزن ولكنهم فرحة شهادة " عبيد عماد وسماعلي يوسف وبوغرارة حسام وبوخملة يوسف وجديدي إسلام وأيمن احمد وعيادة السيد وطاهري مراد ونويري فاتح وزرفاوي خالد. وفي غضون ذلك وفي انتظار التعرف على جثامين الضحايا تعيش ولاية تبسة بكل بلدياتها ال 28 أجواء من الحزن والصمت الرهيب بالنظر لترابط أسري قوي يجمع كل العروش في جو مهيب، فخبر استشهاد ال 10 من شباب الرجال الأشاوس للرعيل الأول في الثورة أقتحم جميع مساكن العائلات التبسية في الشوارع في المشاتي والمناطق الحضرية وشبكات التواصل الاجتماعي في هبة تضامنية قوية الأواصر لكن الحزن لم ينسي أمهات الشهداء غمرة الفرحة في الشهادة وتأدية الواجب نحو الوطن لملائكة الجنة التي اختارت طريق الذود عن الوطن وكسب الرزق الحلال لمواصلة مسيرة الكفاح من الحياة بالشرف والكرامة ورفض طريق الانحراف، تردد المئات الأمس على محيط مطار الشيخ العربي التبسي للتأكد من صحة وصول جثامين الشهداء فالحزن دب في نفوس الكبار والصغار بعد اسشهاد عشرة من شباب المنطقة منهم من هو مزهو باقتراب نهاية فترة الخدمة الوطنية والظفر بعقد عمل في القطاعات المدنية ومنهم ينتظر فرحة الدخول إلى القفص الذهبي في دفيء العائلة والوالد والوالدة ومنهم من لم ينعم بهم ولم تكتمل الفرحة ومنهم من أختار مواصلة الكفاح للعمل والذود عن الوطن في القطاع العسكري، فالكارثة كانت قوية الهول في كل البلديات بداية من منطقة المسلولة المحرومة التابعة إقليميا لبلدية العوينات والتي أختار فيها قدر الموت استشهاد الشاب " إسماعيلي يوسف " يبلغ من العمر 23 سنة وثالث الأبناء الثلاثة الذي انخرط في صفوف الجيش الوطني الشعبي متعاقدا، وأيضا إبن المدينة المنجمية ونزة الشهيد " بوغرارة حسام " بن نورالدين بطال يقطن بحي لاصاص الأبن الثاني في العائلة وشاء القدر أيضا أن يكون جديدي إسلام أحد شهداء الفاجعة الجزائرية التي امتدت إلى عائلة نويري ببئر مقدم التي فقدت الشهيد نويري فاتح يقطن حي الزيتون بعاصمة الولاية والشهيد أيمن أحمد من بلدية العقلة على الحدود مع ولاية خنشلة و الشهيد عبيد عماد من حي القرية بالشريعة وبحسب معلومات أخرى هناك شباب استشهدوا في الحادثة الأليمة هم بوخملة يوسف من مدينة تبسة وعيادة السيد أصيل بئر العاتر من مواليد 1993 تحصل على شهادة البكالوريا وانخرط في صفوف الجيش الوطني الشعبي كممرض ويعمل قبل أستشهاده كممرض بأحد الثكنات العسكرية في تندوف، وتستمر الأحزان وتنهي الأفراح فالشهيد طاهري مراد من المدينة المنجمية بئر العاتر أيضا لم تمر على زواجه سوى 15 يوما كان عائدا إلى تندوف بعد عطلة الزواج في 20 مارس 2018 يقطن بحي المسجد العتيق من عائلة فقيرة ب 11 فردا ويتيم الأب، كما كان من بين الشهداء الشاب خالد زرفاوي من مواليد بني تاموا وأصيل مدينة الشريعة جنوب غرب عاصمة الولاية تبسة كان على موعد مع التحضير لحفل الزفاف وينتظر بفارغ الصبر انقضاء فترة الخدمة الوطنية التي يعد أيامها ال 90 المتبقية له فشاءت الأقدار أن يزف إلى قوافل الشهداء.
وبحسب ما توفر لدينا فإن جثث الشهداء سيتم إرسالها اليوم أو غدا أقصى تقدير بعد اتمام إجراءات التعرف إلى عائلاتها لإتمام مراسيم الدفن في طائرة خاصة مباشرة إلى القاعدة العسكرية مباشرة إلى أم البواقي ومنه برا إلى مختلف البلديات أين تنتظر العائلات بحرقة جثامين الشهداء من فلذات الأكباد وكانت عائلات أخرى قد تنقلت إلى العاصمة منذ سماع الخبر.