أسفر حادث تحطم الطائرة العسكرية بالبليدة استشهاد الدركي تواتية محمد البالغ من العمر 29 سنة والقاطن بدوار أولاد منصور التابع لدائرة الحمادية والتي تبعد عن عاصمة الولاية تيارت بحوالي 80 كم واقتربت الجمهورية من عائلة الشهيد والتي تقطن بهذا الدوار الذي يقع في منطقة فلاحية على بعد 7 كم من دائرة الحمادية ففي حدود الساعة الرابعة من مساء أول الأمس الخميس وصلنا إلى منزل الشهيد وبشق الأنفس بما أن المنطقة فلاحية وبمسالك وعرة جدا وفي أول وهلة التقينا بشقيق الشهيد تواتية الطاهر الذي أكد لنا أن الصدمة كانت قوية جدا ففي صبيحة اليوم الموالي سافر إلى القاعدة الجوية ببوفاريك للاستفسار عن استشهاد شقيقه وتأكد له الخبر الذي كان بمثابة فاجعة كبرى وبعد العودة إلى المنزل تلقى اتصالا من القاعدة الجوية لكي يتنقل والديه على وجه السرعة إلى بوفاريك وتحديدا أيضا بالقاعدة العسكرية لأخذ عينات من الحمض النووي للتعرف على جثته وتحديد هويتها فقط من بين جثث الشهداء فلبى الوالدين النداء وتوجها أول أمس الخميس على متن سيارة كلودستان. ويروي شقيق الشهيد تواتية محمد ما يتذكره قبل استشهاده فهو قضى ثلاثة أيام وسط أحضان العائلة وبعدها غادر إلى بوفاريك وقضى ليلته بإحدى الفنادق وقبل ساعات من الإقلاع اتصل بوالدته في حدود الساعة الخامسة صباحا لإبلاغها عن موعد انطلاق الرحلة ومنذ تلك الفترة لم تظهر عنه أية أخبار وحاول الاتصال به غبر هاتفه النقال لكن كان مغلقا فتأكد أن أمرا مريبا قد وقع وأوضح شقيق الشهيد أنه تقدم لخطبة فتاة منذ 20 يوما ويعتزم خلال هذه السنة أن يدخل القفص الذهبي لكن الأقدار شاءت أن يكون شهيدا ويتحدث عن الشهيد فهو التحق بعناصر الدرك الوطني منذ أكثر من 8 سنوات منها 7 عمل من خلالها بباتنة وميلة وحاليا التحق بالدرك الوطني بمنطقة غار جبيلات والتي تبعد عن ولاية تندوف ب154 كم ويشهد له بأخلاق عالية والانضباط في عمله فهو لا ينسى أن يتصل وبشكل يومي بالعائلة التي تتكون من 7 أفراد (أربعة بنات وثلاثة أولاد) والشهيد هو أكبرهم سنا أما صديق المرحوم فرحات عبد الحق فقد أكد أن الشهيد هو صديق العمر وقضى معه طفولته واختار أن ينضم إلى عناصر الدرك الوطني خدمة للوطن وأضاف أن الشهيد كان شخصا مهذبا إلى درجة لا يمكن حتى تصورها وكان يهتم كثيرا بعائلته وبوالديه بالأخص وتلقى خبر استشهاد صديقه في صبيحة اليوم الموالي فهو لحد الآن لم يصدق ذلك ونشير فقط أن الشهيد كان دركيا وبرتبة رقيب رحمه الله شهداءنا.