عبر رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، أمس، عن أمله في فوز مرشح غير الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية ل18 أفريل المقبل، رغم قناعته بأن فرص تحقيق ذلك صعبة. وأوضح، في رده على أسئلة صحفيين ومواطنين في منتدى يومية "ليبرتي"، أخذت مسألة الموقف من ترشح الجنرال غديري الحيز الأكبر فيها، "لن نعترض على بلوغ شخص آخر الحكم مكان بوتفليقة ورحيل النظام". وتابع: "من الطبيعي أنني أفضل علي غديري على مرشح غائب، لكن لا يمكن أن تتحول كل الأحزاب إلى لجان مساندة لعلي غديري"، مشيرا إلى صعوبة الاختيار بين علي غديري وعلي بن فليس (مرشح طلائع الحريات)، لأن الرجلين يشتركان في العديد من المواقف، منها القطيعة مع النظام وبناء دولة القانون. ورغم عدم مهاجمته للجنرال غديري، قال جيلالي سفيان إنه يرفض أن تتحول الأحزاب أو حركة مواطنة إلى لجان مساندة، مؤكدا أنه لايزال عند رأيه بعدم جدوى الانتخابات في ظل انعدام شروط إجرائها، مشيرا إلى أن تنظيم "مواطنة" الذي يضم شخصيات وقوى معارضة ترك الخيار للمنخرطين فيه، خلال آخر اجتماع له، لاتخاذ الموقف الذي يرونه مناسبا بخصوص الانتخابات. وحث جيلالي سفيان حليفته في التنظيم وزميلته السابقة في المجلس الانتقالي، زبيدة عسول، على الانسحاب من موقعها كمتحدثة باسم تنظيم "مواطنة"، وقال: "لا يمكن أن تؤدي دورا مزدوجا"، أي ناشطة في "مواطنة" الرافضة للانتخابات وداعمة لمرشح معين. وفهم في التأييد الذي يحوز عليه المسؤول السابق بوزارة الدفاع من قبل بعض كوادر الدولة ومتقاعدي الجيش بأنه تعبير عن رفض قطاع في المؤسسة العسكرية وهياكل الدولة والقطاع الاقتصادي استمرار الوضع القائم، "فيما يريد جزء من النظام القائم الإبقاء على حالة الجمود، رغم أن ذلك سيكون وبالا على الجزائر، كما توجد أطراف في هياكل الدولة خائفة من مخاطر العهدة الخامسة". وذكر جيلالي أن الانتخابات الرئاسية القادمة جاءت في ظرف برزت فيه للعلن تناقضات النظام، بعكس ما كان الوضع عليه في 2014، وأن المعارضة أصبحت هي بدورها أكثر انقساما وضعفا عما كانت عليه في 2014، وقال: "تلحظون أن أغلب قوى المعارضة موجودة في مؤسسات الدولة وعجزت عن فرض منطقها"، مضيفا "أيضا أكثر هشاشة"، مستدلا بحالة حزب جبهة التحرير الوطني، متسائلا عن سر صمت وزارة الداخلية أمام غياب انحلال حزب جبهة التحرير، وتحدث عن شكاوى الوزير الأول، أحمد أويحيى، من التزوير الذي طال حزبه في انتخابات مجلس الأمة، وعمليات التمرد على سلطة الوزير الأول من قبل وزراء في الحكومة. وهاجم جيلالي سفيان، بشدة، خيارات السلطة بالإبقاء على الرئيس بوتفليقة في الحكم، وقال إنهم يريدون أن تسير الجزائر عكس الاتجاه، وفرض شخص غير موجود على الجزائريين .وأوضح أن "الرئيس بوتفليقة سعى طيلة فترة حكمه إلى إحاطة نفسه بأشخاص لا كفاءة لهم ولا أخلاق ولا مبادئ.. "، مشيرا إلى أنه بوعي أو غير وعي تآمر على الجزائريين. وشبه جيلالي سفيان أحزاب الموالاة التي اجتمعت أول أمس ب"عصابة قطاع طرق استولت على عربة ذهب، وهي تتصارع فيما بينها على من يأخذ الحصة الأكبر".