بن بيتور يدعو إلى لقاء بين السلطة والمعارضة لصياغة مرحلة انتقالية دعت أحزاب المعارضة إلى تحييد وزارتي العدل والداخلية، وجددت مطالبتها السابقة بإنشاء هيئة مستقلة للإشراف على الانتخابات، وإرجاء تعديل الدستور إلى ما بعد الرئاسيات المقبلة. طالبت كتلة أحزاب سياسية تضم مجموعة ال20، إضافة إلى أحزاب من القطب الوطني (عدم حضور كافة أحزابها)، عقب لقاء بقاعة كوسموس برياض الفتح، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بإجراء تعديل حكومي يشمل على وجه التحديد القطاعات الوزارية ذات الصلة بتنظيم الانتخابات، وإسنادها إلى شخصيات مستقلة، تقصد تحديدا وزارتي الداخلية التي يشرف عليها الطيب بلعيز ووزارة العدل التي يديرها الطيب لوح، المقربين من الرئيس بوتفليقة، ”تحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص بين المرشحين لرئاسة الجمهورية”. وفي السياق دعا رئيس الحكومة الأسبق والمرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة أحمد بن بيتور إلى لقاء بين السلطة والمعارضة للتفاهم على مشروع سياسي واضح لمرحلة انتقالية، وقال بن بيتور إن ”الجزائر تتجه إلى منزلق خطير، وأن التغيير حتمي بسبيلين، التغيير السلمي عبر لقاء بين المعارضة والسلطة للتفاهم على مرحلة انتقالية، أو عبر بوابة الانتخابات الرئاسية المقبلة، وإما التغيير بالعنف، والذي لا يمكن توقع مآلاته”، وقال رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري إن مبادرة هذه المجموعة من الأحزاب السياسية هي”إعلان بداية مقاومة سياسية سلمية لتخليص الجزائر من مقبض الفساد والتزوير”. ماذا يمكن أن يقدم تكتل قوى المعارضة على الأرض، وهل يمكنها إحداث توازن سياسي في مواجهة طغيان نادي سياسي مغلق يحيط بالرئيس بوتفليقة...؟، يرد بن بيتور أن ”المعارضة تبني الآن جبهة قوية لرفض التزوير والعمل على تكريس الحريات الديمقراطية”. ويؤكد رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان أن الفرصة مواتية للمعارضة لفرض مواقف، في ظل نظام أصبح ضعيفا، ودعا سفيان ”المعارضة إلى الاستمرار في الضغط على السلطة التي تعيش حالة توتر سياسي”، ويعتبر رئيس حركة النهضة محمد دويبي أن التكتل سيسهم كفضاء سياسي في تطوير نوعي لمواقف قوى المعارضة. ومع تلاحق اجتماعات هذه الأحزاب، بدا أن قوى المعارضة تقف في نقطة تحت سقف سياسي محدد، لكن التطورات السياسية باتت تستدعي تطوير نوعي للمواقف والتحرك السياسي وتجاوز مرحلة ”المعارضة بالبيانات”، ولذلك اعتبر جمال بن عبد السلام رئيس حزب الجزائر الجديدة أنه يتعين على المعارضة المرور إلى المستوى الثالث بعد الاجتماع، وإصدار بيان، إلى صياغة مشروع سياسي واضح يطرح على السلطة والشعب. في المقابل، ما يبعث على الشك في قدرة مجموعة التكتل على الفعل السياسي الجاد، ضمها لمجموعة أحزاب تفتقد إلى الجدية السياسية ومترددة في مواقفها وغير منسجمة مع خطاب المعارضة، كشلبية محجوبي وعبد الرحمن عكيف ومحمد الشريف طالب الذين عقدوا، أمس، اجتماعا مع عمار غول الذي يرافع لصالح عهدة رابعة لبوتفليقة.