طوت اليوم الجزائر صفحة طويلة من تاريخها باعلان الرئيس استقالته بعد أربع عهدات دون 26 يوما، صفحة طويت عقب قرابة شهر ونصف من التجند الشعبي الرافض لعهدة خامسة وبعدها التمديد للرابعة. يوم تارخي عاشته البلاد اليوم بعد 20 سنة من حكم بوتفليقة هي الأطول على الإطلاق في تاريخ الجزائر، بدأت بشعار رئيس الاجماع سنة 1999 وانتهت بشعار الرئيس الذي أجمع الشعب على رحيله بعد حكم طويل انتهى بعهدة رابعة قرر الشارع أن لا تكون خامسة بعدها بعد ما عاشه خلال الخمس سنوات الأخيرة اتسمت بصورة رئيس مريض يسافر بانتظام للخارج للعلاج وتنامي دور محيطه في تسيير شؤون البلاد أو ما يعرف بالقوى غير الدستورية. السنوات الأخيرة أدت أيضا إصابة الجزائريين بتخمة "الشيتة" والمتملقين وتدني مستوى الخطاب السياسي لدى أحزاب الموالاة وضع ساهم في زرع بذور الثورة التي انطلقت شرارتها من فايسبوك وتجسدت كل يوم جمعة منذ 22 فيفري الفارط بحشود مليونية تعاظمت أسبوع بعد أسبوع. العهدة الأخيرة عرفت أيضا كوارث من حيث الاتصال كاستبدال صور الرئيس أو "الكادر" مكان الرئيس في المناسبات الرسمية وغيرها، تصرفات زادت من شحن غضب الشارع الذي نفذ صبره بإعلان الرئيس ترشحه لخامسة قال لها الشعب لا بداية من 22 فيفري ولم يهدأ له بال حتى الساعة السابعة إلا أربعين دقيقة من يوم 2 أفريل 2019 لحظة إعلان استقالة الرئيس. برحيله اليوم يكون الرئيس السابق الآن، قد عجز في تحقيق أحد أمانيه التي كشف عنها وهي الموت على كرسي العرش. نهاية حقبة بوتفليقة هي بداية حقبة الشعب، بعد أن قرر فخامة الشعب أن ينهي قصته مع بوتفليقة ولو كلفه ذلك السير كل يوم جمعة.