ما أتعس الشعب الذي يسمع حكامه آهاته.. فما بالك أن لا يعبروا عن تطلعاته! شعبنا المسكين يحكمه أناس يتمتعون بكره الشعب لهم إلى حد العداوة، ومع ذلك يقولون للشعب إنهم يعبرون عن تطلعاته وآماله.! حكام الخارج معجبون بتصرفات الشعب الجزائري مع حكامه من خلال ممارسة المظاهرات السلمية الحضارية التي تعبر عن نضج الشعب أكثر من حكامه.! ومع ذلك يتهم الحكام الجزائريون شعبهم بالعمالة للخارج، لأن شعبهم متحضر وناضج سياسيا. هل يصدق العالم أن هناك في الدنيا شعب يرفض حكامه بهذه النسبة المعبر عنها في المظاهرات السلمية بالملايين.. ومع ذلك يدعي حكامه أنهم يحكمونه بالقانون والدستور ويمارسون مع الشعب شرعية الأمر الواقع.! إنه فعلا شعب بلا حكام.! الشعب في البداية كانت مطالبه رفض العهدة الخامسة وتنظيم انتخابات بما هو قائم من شبه المؤسسات الدستورية... ولكن سوء فهم السلطة لمطالب الشعب جعلها ترفض هذه المطالب المتواضعة، فما كان من الشعب إلا أن رفع سقف المطالب إلى رحيل النظام بالكامل وليس بالتجزئة.. ولكن تعنت الحكام ورفض الرحيل الآمن.. جعل الشعب يرفع سقف المطالب إلى الرحيل مع المحاسبة.! فهل يعتقد زبانية النظام أن الشعب الذي ذاق حلاوة الحرية في الشارع يمكن أن تثنيه عن ذلك خراطيم المياه الساخنة والباردة أو هراوات الشرطة أو حتى القنابل المطاطية والصوتية!؟ هل يعتقد هؤلاء الحكام غير الشرعيين أنه بإمكانهم حكم شعب يكرههم قدر ما يكرهون هم مغادرة الكراسي؟! كيف ستجرى انتخابات في بلد فيه 25 مليون راشد في الشوارع يطالبون بعدم إجرائها؟! ومن هو هذا الرئيس المجنون الذي سيترشح ضد إرادة الشعب؟! وإذا ترشح ونجح كيف يحكم شعبا يتظاهر ضد الطريقة التي انتخب بها؟! الشعب قالها: صريحة لا تحايل ولا تزوير ولا انتخابات بالمسيرات العفوية أو الكاشير، وعلى قيادة الجيش أن تفهم هذه المرة أنه لا مناص من تمكين الشعب من فرض إرادته في انتخاب مؤسساته الشرعية دون مراوغة ولا تحايل.