الرئاسيات لن تجري، ليس لأن الشعب انتخب يوم 22 فيفري و1 مارس بالمسيرات العفوية بلا “كاشير”! بل لن تجري الانتخابات لأن منسوب الكذب الذي تقوم به السلطة أصبح كبيرا جدا! قالوا إن الرئيس سيذهب إلى سويسرا لفحوصات روتينية ولا تطول غيبته ويعود.. وأعلنوا ذلك قبل ذهابه ب48 ساعة... لكن الذي حصل أن الرئيس ذهب قبل ذلك، فما الذي دعاهم إلى الكذب على الناس في بيانات رسمية؟! وقالوا إن الرئيس سيعود بسرعة، ولكنهم لم يعلنوا الخبر إلى الشعب عن عودته... وهو ما يوحي بأنه لم يعد بعد.. فماذا يخفون خلف هذه التصرفات؟! وقالوا إنه سيضع ملف ترشحه بنفسه في المجلس الدستوري مثل بقية المرشحين، وهو ما لم يحدث! ثم احتالوا على الرأي العام وقدموا الملف باسمه في غسق الليل، هروبا من مظاهرات محتملة يقوم بها المحامون والشباب.. فلماذا يفعلون هذا؟! هل يعقل أن يصدق الرأي العام بأن الرئيس هو الذي يترشح للانتخابات، والحال أن الشعب يتظاهر ضده وضد ترشحه بالملايين! الرئيس يقول إنه يستمد شرعية حكمه من الشعب الذي انتخبه... والشعب في الشوارع يتظاهر ضده ويسحب منه هذه الشرعية! فهل الرئيس لم يستوعب ما يقوله الشعب، وهو الذي بنى كل أحلام حكمه على حب الشعب له؟! هل يعقل أن يعالج الرئيس مسألة المظاهرات العارمة بتنحية سلال وتعيين زعلان مكانه؟! الشعب تظاهر ضد ترشح الرئيس وليس ضد تعيين سلال مدير حملة؟! الشعب تظاهر ضد ترشح الرئيس، وإذا ركب النظام رأسه ورشح الرئيس بهذه الانتخابات، فستكون نسبة المقاطعة قياسية... ونتوقع أن تقاطع الانتخابات حتى الأسلاك النظامية مثل الجيش والشرطة، وستكون فضيحة تتجاوز فضيحة الترشح؟! وقد بدأت بالفعل عملية المقاطعة تكبر ككرة الثلج.. فقد قاطع الترشح حتى الأرانب البائسة، ولم يبق في هذه الانتخابات كمترشحين سوى الخرانق... وسيكتب التاريخ أن الخرانق التي دخلت هذه الانتخابات لا تستحق حتى صفة الخرانق؟! وإذا كانت المقاطعة في الترشح عالية، وهذا وضعها، فكيف سيكون الحال بالنسبة لهذه الانتخابات؟! والظاهر أن السلطة لم تعجز عن ترشيح فارسها، بل عجزت أيضا عن توفير الأرانب التي تتنافس معه كما جرت العادة! إنها أزمة لا حل لها إلا تأجيل الانتخابات.