إحدى الرسائل الهامة التي تضمنتها كلمة قائد الأركان أمس، في كلمته التوجيهية من ورڤلة، حرص الجيش على حماية المتظاهرين خلال المسيرات، ما يعد رفضا صريحا لما قامت به مصالح الشرطة خلال الأسبوع الذي سبق وإبان الجمعة الثامنة. "أسدينا تعليمات واضحة لا لبس فيها لحماية المواطنين لاسيما أثناء المسيرات، لكن بالمقابل ننتظر من شعبنا أن يتفادى اللجوء إلى العنف وأن يحافظ على الممتلكات العمومية والخاصة، ويتجنب عرقلة مصالح المواطنين" بهذه العبارة التي لا تحتمل أي تأويل عارض قائد الأركان الفريق أحمد ڤايد صالح تحول المقاربة الأمنية للشرطة خلال الأسبوع الفارط، أين تم رمي حشد ضخم من المتظاهرين بساحة موريس أودان والبريد المركزي بالغاز المسيل للدموع، ولعل أبرز ما حدث هناك أيضا استعمال الغاز داخل النفق الجامعي بكل ما يحمل ذلك من مخاطر، حادث نفته المديرية العامة للأمن الوطني غير أن فيديوهات متداولة تؤكده. كما ألقت اتهامات مناضلات بتجريدهن من ثيابهن بمركز الشرطة ببراقي بظلالها على أحداث نهاية الأسبوع، رغم نفي الشرطة. لتأتي كلمة أحمد ڤايد صالح التي تتضمن دعوة صريحة لمواصلة التظاهر وتوفير الأمن للمشاركين فيها، وهو ما يعد تحولا أيضا في خطاب الفريق بعد أن رأى الأسبوع الماضي أن تواصل المسيرات يضر بالاقتصاد الوطني. وظهر اليوم خلال تجمع المئات من النقابيين أمام مقر المركزية النقابية عودة مصالح الأمن للإستراتيجية الأولى المتمثلة في التأطير والمرافقة وتفادي أي احتكاك مع المحتجين رغم أن هؤلاء قاموا بغلق الطريق الرابط بين ساحة أول ماي ومحطة الحافلات عيسات إيدير، ليبقى الاختبار الحقيقي يوم الجمعة المقبلة.