سيد بوعقبة.. والله أكن لك كل الاحترام والتقدير، وأنا أشتري كل يوم جريدة “الخبر” بغية الإطلاع على العمود الذي تكتبه “نقطة نظام”، وأنت معارض قديم وكتاباتك تبرهن على انتقادك الشديد لهذه العصابة الحاكمة، فلا أحد سيزايد عليك.. لعلمك أنا مواطن أمازيغي مسلم جزائري، حسب التسلسل الزمني عبر التاريخ، وأعيش في بلدة أغلب سكانها عرب مستعربون، ولا نعاني أي مشكل خلال رفع راية الأمازيع، ولا نتعرض لأي انتقاد ولا هجوم من أي كان، ولا رغبة لنا في الحصول على فدرالية أو استقلال ذاتي أو استقلال كلي، فلو رغب الأمازيغ في هذا لناقشوا الأمر مع فرنسا قبل مفاوضات إيفيان، وتيقن أن فرنسا ستوافق بكل سرور، ولن يكون هناك أي رد فعل من المستعربين. لذلك فتقديراتي لكتاباتك في العمود تظهر جليا كرهك للقبائل وليس الأمازيغ، لعلمك أنت من نتاج الحزب الواحد وهو الذي علمك ووظفك واستعملك في بعض الأمور، التقيت مع كل جنرالات المخابرات بمن فيهم توفيق وبتشين والعقيد فوزي، ونفذت لهم بعض المطالب، وذلك حسب أقوالك والمترصدين لك، لذلك أود من سيادتك أن تكتب برفق حين ذكرك للقبائل الأحرار، ولعلمك لو لم يكن القبائل يعيشون في هذه البلاد (إديرولكم البردعة ويمشو على ظهوركم) تقبل انتقادي بكل صدر رحب، وأود منك أن تنشر كلامي هذا المملوء بالأخطاء اللغوية، فأنا في هذا نتاج نظام بومدين وضع النقاط والفواصل. غزلان فواز من ولاية البويرة 1 - لست وحدك الذي فهم ما كتبته فهما خاطئا... فهناك العديد من القراء فعلوا ما فعلت... وأنا شاكر لهم أنهم اكتشفوا بأنني معاد للحرية والأصالة الجزائرية! وأنا الذي أزعم أنني حر وغير قابل للمركوبية. 2 - ذكرت رفع الأعلام في عدة جهات من الوطن ومنها جهة أولاد نايل مثلا، فلماذا فهمتم أنني أقصد القبائل وحدهم، ولماذا لم يثر ضدي الآخرون؟! 3 - الجزائر كلها حرة وليس القبائل وحدهم أحرارا... وسحقا لشعب كله مستعبد وفيه فقط القبائل أحرار! أول نوفمبر وقع في الأوراس، و20 أوت وقع في زردازة... والصومام وقع في القبائل بعد ذلك بعام! 4 - أنا رغم أنني حر وأكتب ما أراه حقا وقد أخطئ وأصحح أخطائي وأرفض أن يمارس علي أي ضغط سواء من السلطة أو من القراء، فعلت هذا ضد السلطة في عز طغيانها وسجنت، وفعلت هذا أيضا ضد انحرافات الفيس في عز طغيانه، ورجمت كالشيطان! وأفعل هذا بكل صدق وحرية ضد من أراه جانب الصواب، سواء كان من تاء تيزي وزو أو تاء تلمسان أو تاء تبسة أو تاء تامنراست، ولا أخاف في ذلك لومة لائم.. فقط أخاف أن أظلم الناس أو أجانب الصواب فيما أكتب، ولعلمك أحرار القبائل من عائلة المقراني هربوا عندنا إلى زردازة واحتضناهم كأحرار! 5 - نعم عرفت كل الناس الذين كانوا في السلطة بحكم مهنتي ونفذت لهم أشياء رأيت فيها أنها تتعلق بخدمة المصالح العليا للبلد، وانتقدتهم إلى حد الحرب في مسائل تخص سوء تسيير البلاد... كما تعرفت أيضا على المعارضة من أمثال آيت أحمد وفرحات عباس وبوضياف وعكست آراءهم فيما كتبت.. فلماذا تذكر رجال السلطة ولا تذكر رجال المعارضة؟! 6 - أعلمك بأنني في هذا الشهر، أفريل، أعيش الذكرى (49) لكتابتي أول تحقيق استقصائي حول النساء، نشرته وجُررت بسببه إلى مركز الشرطة في العناصر، وأكلت بسببه “طريحة” في مركز الشرطة من طرف المعني بالتحقيق الفسادي! قضيت 50 سنة كاملة ألاحق بكتاباتي الفساد والمظالم وأمجد الخبر والحرية والبناء والتشييد. أنصحكم أن لا تحولوا قضية الهوية إلى قضية خاصة بجهة من الوطن، وأن لا تمارسوا الشطط في القمع المعنوي للشعب الجزائري بسبب هذه القضية، فقمع السلطة كاف لحجب الأكسجين عن الشعب الجزائري بالقدر الكافي! ومع ذلك أشكر غيرتك على ما كتبت، فقد فتحت عيني على ما لم أكن أراه بالصورة المطلوبة. [email protected]