في وقت يدعو قائد الأركان إلى الحوار كحل ضروري للأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، يقوم رئيس الدولة بن صالح باستقبال الوزير الأول لا ليتحاور معه حول الوضع في البلاد وما تعرفه من تأزم خطير، بل يتحاور معه حول تنظيم امتحانات نهاية السنة الابتدائية! وفي معرض الحديث وفي ذيل الجلسة، يستعرض معه الوضع السياسي في البلاد! هكذا جاء بيان الرئاسة حول حوار بن صالح بدوي.. بيان فيه تنظيم الامتحانات في الابتدائي أهم من تنظيم الرئاسيات بالنسبة للوزير الأول ورئيس الدولة! فلماذا يتحدث ڤايد صالح إذاً عن الأهمية الحيوية للحوار حول تنظيم الانتخابات الرئاسية؟ لماذا لا يقنع ڤايد صالح أولا رئيس الدولة والوزير الأول بأن الحوار السياسي حول تنظيم الانتخابات أهم من تنظيم الامتحانات من حيث درجة خطورته على البلاد؟! قد يكون أمر ترتيب الحديث عن الانتخابات الرئاسية بين بن صالح وبدوي بعد امتحانات الابتدائي في بيان رئاسة الجمهورية حول اللقاء خطأ إعلاميا فادحا غير مقصود في ترتيب الأمية الإعلامية للمواضيع.. لكن إذا كانت رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية لا تستطيع ترتيب مواضيع البيان الصحفي فكيف لهما أن تقودا حوارا سياسيا حول أزمة بحجم أزمة الجزائر؟! وكيف يستطيعان ترتيب أولويات هذا الحوار لما يفضي إلى حل مقبول للأزمة؟ لعل ڤايد صالح على حق حين تحدث عن الإعلام وقال إنه لا يقوم بدوره في مساعدة البلاد على تخطي الأزمة! فكيف يقوم الإعلام هذا بدوره وهو يتعرض إلى ما يتعرض له من إغراق في الرداءة وسوء التسيير؟! اُنظروا إلى التعيينات الأخيرة في الرئاسة وفي التلفزة وفي مصلحة الإشهار وفي سلطة الضبط.. وأنتم تعرفون كيف خطت الحكومة الحالية خطوة جريئة نحو تمكين الزبائنية والرداءة من وسائل الإعلام أكثر مما كانت ممكنة من قبل! الهملة السياسية الحاصلة في البلاد تماثلها هملة إعلامية لا تقل عنها خطورة! ولهذا نعيش ما نعيش من مهازل في التعامل مع الرأي العام ومع الشعب الثائر ضد هذه الممارسات البائسة.