خرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين في مظاهرات حاشدة في مختلف محافظات ومدن وقرى الضفة الغربيةالمحتلة، اليوم الجمعة، تنديدا بما يعرف ب "صفقة القرن. وقد تصدت قوات الاحتلال لهؤلاء المتظاهرين عبر استخدام الذخيرة الحية والرصاص المطاطي، مما أسفر عن إصابة عشرات المواطنين. ففي محافظة (الخليل)، أصيب فلسطيني بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق بالغاز، خلال مواجهات اندلعت في المحافظة بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال منطقة "عصيدة" المحاذية لمستوطنة (كرمي تسور) المقامة على أراضي بلدة (بيت أمر) في شمال الخليل، وشرعت بإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والغاز المسيل للدموع صوب المواطنين, ما أدى إلى إصابة أحدهم برصاصة مطاطية والعشرات بالاختناق. كما شهد محيط (باب الزاوية)، وسط مدينة الخليل مواجهات مع الاحتلال الذي أطلق الغاز المسيل للدموع بكثافة صوب المواطنين، ما أدى إلى إصابات عدد منهم بالاختناق. أما في رام الله والبيرة، فقد أصيب شاب فلسطيني بالرصاص الحي، وآخرون بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في قريتي (بلعين) و(النبي صالح). واندلعت المواجهات في (بلعين) عقب قمع قوات الاحتلال فعالية نظمها أهالي القرية وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان رفضا لما يسمى "صفقة القرن"، فيما أصيب شابان آخران في قرية النبي صالح في شمال غرب رام الله بالرصاص الحي عندما فتح جنود الاحتلال نيران أسلحتهم ضد متظاهرين سلميين. كما اندلعت مواجهات على المدخل الشمالي لمدينة (البيرة)، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة ضد المتظاهرين. وفي سياق متصل، احتشد شبان وأهالي مدينة (نابلس) في الشوارع للتعبير عن رفضهم للصفقة الأمريكية/الإسرائيلية، غير أن جنود الاحتلال تصدوا لهم بواسطة الذخيرة الحية، مما أسفر عن إصابة شاب فلسطيني في قرية (مادما) بجنوب المدينة. وأصيب شابان آخران بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات عند مفترق قرية (بيتا) بجنوب نابلس. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد كشف يوم الثلاثاء عن خطته للسلام في الشرق الأوسط التي يطلق عليها (صفقة القرن)، والتي قال إنها مختلفة عن بقية خطط الإدارات الأمريكية السابقة و"أكثر تفصيلا وواقعية لحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية". وجددت الرئاسة الفلسطينية رفضها القبول بأي دور للولايات المتحدةالأمريكية لوحدها في العملية السياسية, مؤكدة على "الموقف الفلسطيني الثابت المتمسك بحل الدولتين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وأنه بدون ذلك لن تقبل أي صفقة من أية جهة في العالم". وتقاطع السلطة الفلسطينية الإدارة الأمريكية الحالية منذ نهاية العام 2017 إثر إعلان ترامب اعتبار "القدس" المحتلة عاصمة للاحتلال الإسرائيلي ورفضت مسبقا خطة واشنطن لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.