أكد الدكتور بقاط بركاني محمد، عضو اللجنة الوطنية العلمية لرصد ومتابعة انتشار فيروس كورونا في الجزائر، في تصريح ل "الخبر" بأن "كل التجمعات البشرية الكبيرة لن يتم الترخيص لها في الوقت الراهن، وفي مقدمتها المساجد والأعراس والشواطئ"، مضيفا بأن "الترخيص لهذه التجمعات حاليا سيعيدنا إلى نقطة الصفر، ويهدد بانتشار كبير لفيروس كوفيد 19". يتعارض هذا الموقف الذي عبّر عنه أحد أعضاء اللجنة العلمية المؤهلة بتعديل ورفع الحجر الصحي حسب التطورات الجارية بالميدان، في تصريح أدلى به ل "الخبر" أمس، مع موقف قطاع كبير من الجزائريين الذين استهجنوا مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي قرار الترخيص للعديد من النشاطات والمهن والفضاءات، واستثناء المساجد من إعادة فتح أبوابها أمام المصلين، حيث لم يهضموا ترك بيوت الله موصدة في الوقت الذي تعج فيه الأسواق والمحلات بالأشخاص، وحتى وسائل النقل العمومي التي تم الترخيص لعودتها مؤخرا، وفي كثير من الأحيان دون أي تدابير وقائية. وحسب بقاط فإن "كل التجمعات البشرية الكبيرة في الأماكن المغلقة، على غرار المساجد، تشكل مخاطر حقيقية لانتشار كبير للفيروس المستجد، الأمر الذي يدفعنا إلى التريث أكثر، ومتابعة مُنحنى الإصابات، إلى حين تسجيل انخفاض محسوس في الأرقام، الأمر الذي لم يحدث لحد الساعة، باعتبار أن العدوى لا تزال تنتشر، والفيروس مستمر في التفشي عبر معظم ولايات الوطن". وفي هذا السياق، شدّد المتحدث ذاته على "ضرورة التزام المواطنين بإجراءات التباعد الاجتماعي لتجفيف منابع العدوى، والقضاء على كل بؤر هذا الفيروس الذي أودى بحياة قرابة 800 شخص لحد الساعة، وإصابة آلاف المواطنين الآخرين"، مضيفا بأن "الارتفاع المسجل في الأيام القليلة الماضية مردّه إلى التراخي الذي حصل أيام العيد، بالرغم من الإجراءات الصارمة التي فرضتها السلطات العمومية للحد من تنقلات الأشخاص، ومنعهم من التزاور والتقارب الجسدي، دون جدوى". وأضاف بقاط بأن "إعادة فتح المساجد والشواطئ وغيرها من التجمعات والفضاءات التي تشهد تجمعات بشرية كبيرة مسألة وقت، إذ لا يمكن أن نغامر برفع الحجر كلية والعودة إلى الحياة الطبيعية، في ظل توالي الإصابات، وظهور بؤر جديدة لهذا الفيروس الذي شكل أزمة صحية غير مسبوقة أثارت ذعرا كبيرا في كل أنحاء المعمورة، وتسببت في إصابة ملايين الأشخاص، ووفاة مئات الآلاف منهم وخسائر مادية فادحة تقدر بملايير الدولارات".