جفاف الحلق أثناء الصيام لا يعرض صاحبه للعدوى دعا الدكتور محمد بقاط بركاني الجزائريين إلى تفادي التجمعات في الأسواق والمحلات التجارية، واحترام مسافة الأمان وإجراءات الوقاية، حتى لا تتحول تلك الأماكن إلى بؤرة جديدة لانتشار وباء فيروس كورونا المستجد، مستبعدا رفع الحجر الصحي في هذه الفترة بعد استقرار الوضعية الوبائية، لأن الأمر يتطلب المزيد من الحذر واليقظة حتى نصل إلى صفر حالة إصابة ووفاة. أبدى الدكتور بركاني في حديثه ل «الشعب»، تفاؤلا بخصوص تطور الوضعية الوبائية في الجزائر، بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث عرفت «استقرارا» في الآونة الأخيرة، بحسب تقارير اللجنة العلمية للرصد والمتابعة، رغم تسجيل إصابات جديدة مؤكدة تجاوزت المائة حالة في اليومين الأولين من شهر رمضان. لكن بالمقابل، انخفضت أرقام الوفيات، حيث لم تتجاوز عشر وفيات يوميا وفي بعض الأحيان لم تسجل أية حالة. ونفى رئيس عمادة الأطباء، أن يكون ارتفاع الإصابات المؤكدة بسبب تخفيف إجراءات الحجر الصحي، مثلما حاولت بعض الأطراف الترويج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مرجعا الأمر إلى توسع خدمة الكشف عن الفيروس التاجي، لتشمل مخابر جهوية وأخرى خاصة، أصبحت تعطي نتائج أكبر يوميا، موضحا أن تخفيف الحجر، خاصة في البليدة، كان لابد منه، لأنه لا يمكن في شهر رمضان إبقاء سكان المنطقة تحت ضغط الحجر، مضيفا أن المسؤولية ليست عند أصحاب القرار أو السلطات، بل لدى أفراد الشعب الجزائري الذي لم يعد بعضه يحترم إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي ومسافة الأمان وجميع التعليمات الاحترازية. وحذر المواطنين من خطر التجمعات في الأسواق والمحلات التجارية، ومن القيام بالزيارات العائلية في الشهر الفضيل، لأن هذا يشجع الفيروس على الانتشار بسهولة، داعيا إلى الإلتزام بإجراءات الوقاية لحماية أنفسهم وعائلاتهم من أي عدوى محتملة، مسترسلا بالقول: صحيح أن الإجراءات الأولية التي اتخذتها السلطات فيما يخص تعليق الرحلات، إغلاق المدارس والجامعات، المساجد، قاعات الحفلات وتوقيف وسائل النقل، أعطى نتيجة كبيرة وحصر بؤرة الفيروس في ولاية واحدة، وتم تجنيد الأطباء لمواجهة الوضع. لكن لا يجب التراخي أو التخلي عن اليقظة، مهما يكن الأمر، وعلى المواطن أن يفهم أن انخفاض عدد المرضى ليس دليلا على التحكم في الوباء، فالفيروس معروف أنه ينتقل بسرعة، لذلك يكون القول إنه تمت السيطرة عليه حينما نصل إلى صفر حالة مؤكدة، وصفر حالة تحت أجهزة الإنعاش بالعناية المركزة. وذكّر بقاط بخطورة الفيروس، الذي أصبحت الدراسات العلمية تكشف أسراره يوميا، الأمر الذي جعل الجزائر تكيف علاجها المرتكز على بروتوكول كلوروكين مع تطوراته المسجلة، بحيث تمت إضافة أدوية أخرى حسب الأعراض الجانبية، لمنع تجلط الرئتين بعد أن ظهر أن الفيروس يسبب جلطة في الرئة تؤدي إلى الوفاة. واعتبر وجود 34 حالة تحت أجهزة الإنعاش ب»العادي»، لأن هناك دول تحصي 5 آلاف حالة، لكن هذا لا يعني السقوط في التراخي وعدم الالتزام بقرارات وتعليمات السلطات والمختصين، لأن الوقاية هي العلاج الفعال. من جهة أخرى، نفى عضو لجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا، ما يشاع حول تأثير فيروس كورونا على الصيام أو العكس، بسبب تعرض البلعوم إلى الجفاف، مؤكدا أن لا علاقة لهذا الأمر بأي إصابة محتملة، فالإنسان القادر يمكنه الصيام دون أي خوف، ويستثنى فقط من لديهم أمراض مزمنة حتى لا تتعقد حالتهم الصحية.