أعلن سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر، جون ديروشر، اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، عن انتهاء مهامه الدبلوماسية رسميا يوم 24 أوت الجاري، مشيدا بتطور العلاقات الثنائية بين البلدين خلال السنوات الماضية. وثمن السفير الأمريكي في لقاء مع وسائل الإعلام، "استمرار وتيرة تطوير وتمتين العلاقات الثنائية بين البلدين"، خلال الثلاث سنوات التي قضاها في الجزائر, منوها بالجهود التي بذلت خلال هذه الفترة بهدف تعميق وتنويع التعاون الثنائي في مجالات "الأمن والتجارة والثقافة والتعليم". وفي هذا الصدد، استعرض ديروشر "النتائج الإيجابية" لمختلف الزيارات التي قام بها عدد من المسؤولين الأمريكيين إلى الجزائر، وللحوار الاستراتيجي الذي عقده البلدان خلال السنة الماضية، وكذا "إعادة بعث نشاط الغرفة الأمريكية للتجارة" واستقرار عدة شركات أمريكية بالجزائر ناشطة في مجالات "المحروقات والصحة والإعلام الآلي والفلاحة" و غيرها. وأعرب عن "افتخاره" بالنتائج المحققة خلال هذا الظرف الوجيز وفي ظل الأزمة الصحية التي يعيشها العالم. وفي هذا الإطار، نوه السفير الأمريكي بالتعاون الثنائي في مجال محاربة وباء كوفيد-19، مشيرا إلى أنه "يبقى الكثير لتعلمه" في هذا الشأن، وثمن قيام السلطات الجزائرية بترحيل مواطنين أمريكيين إلى بلدهم، كما أعلن عن دعم واشنطن لمختلف جهود الجزائر للتصدي للوباء من خلال منحها "4 مليون دولار" عبر منظمات أممية. وفي سياق متصل، كشف الدبلوماسي الأمريكي أن جامعات بلاده تستقبل سنويا "200 طالب جزائري" في إطار تطوير العلاقات في مجال التعليم والبحث العلمي، معلنا أن واشنطن تتفاوض مع السلطات الجزائرية "لاستقبال عدد أكبر من الطلبة الجزائريين". وأكد في هذا الصدد، أن عدد الطلبة الجزائريين في الولاياتالمتحدة "ارتفع خلال العام الماضي بحوالي 12 بالمائة". وخلال رده على أسئلة الصحفيين، تطرق السفير الأمريكي إلى الوضع في ليبيا، مؤكدا أن "واشنطنوالجزائر تتشاطران نفس وجهة النظر بالنسبة لضرورة دعم مسار الأممالمتحدة لإحلال السلم والاستقرار في هذا البلد"، مؤكدا أن بلاده تدعم جهود وقف إطلاق النار "رغم الصعوبات التي تحول دون ذلك". وأضاف أن الولاياتالمتحدة تتفهم الأهمية التي توليها الجزائر للوضع في ليبيا، منوها بمعرفة الجزائر الدقيقة لتفاصيل الملف الليبي وبقيمة "الاستشارات" التي تتم بين البلدين بخصوص الأزمة الليبية. كما رد ديروشر عن سؤال حول وضعية حقوق الإنسان في الجزائر، داعيا إلى الاطلاع على التقرير السنوي الذي تعده كتابة الدولة الأمريكية حول حقوق الإنسان في دول العالم من بينها الجزائر، مشيرا إلى أن بلاده تعطي أهمية كبيرة لهذا الموضوع وتدعم حرية التعبير وحرية الصحافة وتعتبرهما من أسس الديمقراطية. وإلى ذلك، تطرق الدبلوماسي الأمريكي إلى أهم المحطات التي ستبقى راسخة في ذهنه بعد مغادرته الجزائر، وفي مقدمتها الحراك الشعبي الذي قال أنه تشرف بمعايشته لأنه "قاده ونظمه الجزائريون بأنفسهم للمطالبة بالتغيير والحق في تقرير المصير والتعبير عن أملهم في مستقبل أفضل"، مؤكدا أن هذا الحراك "كان مثيرا للإعجاب وأبهر العالم بسلميته". كما أعرب عن تشرفه بحضور حفل تنصيب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بقصر الأمم. وبعد أن وصف تجربته الدبلوماسية في الجزائر ب"المثمرة والمفيدة"، أعرب الدبلوماسي الأمريكي عن امتنانه وشكره للشعب الجزائري الذي أظهر له خلال سنوات عمله وعبر 22 ولاية التي زارها "حسن الاستقبال وكرم الضيافة"، كما أشاد بالتجاوب الذي لمسه خلال استقباله من طرف مختلف المسؤولين وممثلي المجتمع المدني.