عاد إرهاب الطرقات ليحصد عشرات الضحايا عبر طرقات الوطن تزامنا مع رفع القيد عن التنقل بين الولايات وقرار السلطات الفتح التدريجي للشواطئ. وسجل هذا الأسبوع عدة حوادث دامية بعد التراجع المحسوس في حوادث السير في الأشهر الأخيرة، مع فرض الحجر الصحي والقيد على تنقل المركبات بين الولايات وفي ساعات طويلة من اليوم. شهدت الطرقات عبر الوطن تزامنا وفتح الشواطئ ورفع القيد على حركة تنقل المركبات الخاصة بين الولايات، عدة حوادث مميتة بداية من منتصف الشهر الجاري، تزامنا والإنزال البشري الذي تشهده الولايات الساحلية من قبل المصطافين وتسارعهم لاغتنام فرصة ما تبقى من موسم الاصطياف الذي جاء متأخرا واستثنائيا بسبب الجائحة، وتوالت حوادث السير المأساوية طيلة الأسبوع الجاري مخلّفة العديد من الضحايا والموتى والمصابين بشكل أعاد الصور المأساوية التي عاشها الجزائريون بسبب إرهاب الطرقات قبل الجائحة. وفي السياق، سجلت المديرية العامة للحماية المدنية بين 16 إلى 17 أوت 123 تدخل لوحداتها من أجل عدة حوادث مرور عبر عدة ولايات، خلّفت وفاة 06 أشخاص وإصابة 152 آخرين بجروح مختلفة ومتفاوتة الخطورة، حيث تم إسعافهم في المكان ثم تحويلهم إلى المستشفيات المحلية. كما قامت وحدات الحماية المدنية في الفترة ما بين 15 إلى 16 أوت، ب133 تدخل من أجل عدة حوادث مرور عبر عدة ولايات ووفاة 05 أشخاص وإصابة 195 آخرين بجروح مختلفة ومتفاوتة الخطورة، ليتم إسعافهم في مكان الحوادث، ثم تحويلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج. وقبلها سجلت ذات المصالح من 14 إلى 15 أوت 261 تدخل من أجل حوادث مرور مختلفة بعدة ولايات خلّفت وفاة 10 أشخاص وإصابة 338 آخرين بجروح مختلفة ومتفاوتة الخطورة. وسجلت المديرية الولائية للحماية المدنية بتيبازة في 18 من أوت الجاري، وقوع حادث مرور على مستوى الطريق السريع تيبازة في اتجاه شرشال، أودى بحياة 3 أشخاص وإصابة شخص رابع بجروح بليغة. وأشارت خلية الإعلام والاتصال بالمديرية الولائية للحماية المدنية، أن الوحدة الرئيسية ووحدة القطاع بتيبازة، تدخلتا في حدود الساعة (14:05) من أجل حادث مرور مميت بالمكان المسمى الطريق السريع تيبازة اتجاه شرشال، وتمثّل الحادث في انحراف وانقلاب سيارة عن الطريق خلّف 3 قتلى وجريح في حالة حرجة تتراوح أعمارهم ما بين 23 و25 سنة. وتم تسخير3 سيارات إسعاف وشاحنة إطفاء خلال التدخل ونقل الضحايا إلى مستشفى تيبازة، فيما تبقى أسباب الحادث مجهولة. ووجهت مصالح الحماية المدنية بتيبازة، نداء إلى مستعملي الطريق وسواق المركبات لتوخي الحيطة والحذر أثناء السياقة والتقيد واحترام قانون المرور وعدم استعمال السرعة. وشهد نفس اليوم، حادث سير مميت أودى بحياة امرأة في 30 من العمر وإصابة 4 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 01 سنة و32 سنة. وتدخلت الوحدة الثانوية للحماية المدنية، الشهيد عزوزة محمد بنڤرين، لنقل وإسعاف ضحايا الحادث الذي وقع على مستوى الطريق الوطني رقم 16. كما تدخلت إسعافات الحماية المدنية لولاية مستغانم ممثلة في الوحدة المينائية مدعمة بالوحدة البحرية على إثر حادث اصطدام بين ثلاث سيارات سياحية عند مدخل ميناء مستغانم، أدى إلى وفاة 3 ركاب تتراوح أعمارهم بين 35 و60 سنة في عين المكان، وإصابة أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و40 سنة تعرضوا لجروح متفاوتة الخطورة، ليتم إسعافهم في عين المكان ونقلهم نحو مستشفى مستغانم، ليتم فتح تحقيق في ملابسات الحادث الذي يرجّح أن يكون التجاوز والمناورة الخطيرة والسرعة المفرطة وراء حدوثه. من جهتها، تدخلت مصالح الحماية المدنية لدائرة واد تاغية بولاية معسكر، الثلاثاء الماضي، في حادث مرور تمثّل في انحراف سيارة سياحية واصطدامها بشجرة على مستوى الطريق الرابط بين عين فكان ودائرة تيزي، مما خلّف إصابة شخص كان محصورا داخل السيارة ليتم إخراجه وإسعافه قبل نقله إلى المستشفى، كما شهدت منطقة الأرض البيضاء ببلدية واد سلي بولاية الشلف، في 17 أوت الجاري، حادث انقلاب سيارة نفعية، مما أدى إلى إصابة 3 أشخاص. للإشارة، فإن حصيلة حوادث المرور للفترة الممتدة من 9 إلى 15 أوت، تمثلت في تسجيل 2087 تدخل من أجل 1168 حادث مرور أدت إلى وفاة 22 شخص وجرح 1439 آخرين تم إسعافهم ونقلهم إلى المراكز الاستشفائية، وتمثلت أثقل حصيلة في ولاية تيزي وزو بوفاة 05 أشخاص وجرح 34 آخرين تم إسعافهم وتحويلهم إلى المراكز الاستشفائية، على إثر 32 حادث مرور، غير أن مؤشرات التدخلات وعدد المصابين والوفيات في حوادث المرور بعد الفتح التدريجي للشواطئ تشير إلى منحى تصاعدي للحوادث وعدد الضحايا.
انخفاض كبير في حوادث المرور تزامنا والحجر الصحي
ساهمت الحجر الصحي المفروض منذ شهر مارس الماضي، في تراجع حوادث المرور بشكل كبير قارب نسبة 30 بالمائة، وسجلت المديرية العامة للحماية المدنية، تراجعا كبيرا في نسبة التدخلات وكذا الحوادث المسجلة بشكل يومي أو أسبوعي خلال الأسبوعين الأولين من فرض الحجر الصحي، وبلغ هذا التراجع معدل 3 وفيات إلى 4 في اليوم وبنسبة قاربت 30 في المائة في ظرف أسبوعين تقريبا، تزامنا والحجر الصحي والحظر الذي شمل حينها 9 ولايات بسبب فيروس كورونا. ولمست المديرية العامة للحماية المدنية، من خلال بياناتها اليومية وكذا الأسبوعية، تراجع كبير لحوادث المرور وعدد الوفيات والإصابات مع بداية فرض الحجر الصحي، حيث أحصت ذات المصالح في الفترة بين 15 مارس إلى غاية 21 من الشهر ذاته 35 وفاة، ليتراجع العدد خلال الفترة الممتدة من 22 مارس إلى غاية 28 من الشهر ذاته إلى 29 حالة وفاة. وأكدت أن نسبة التراجع في حوادث المرور قدّرت ب30 في المائة، أي بمعدل 3 إلى 4 وفيات في اليوم الواحد كنتيجة لقلة حركة المرور على مستوى كل الطرقات، خاصة في الولايات ال 9 المعنية بالحظر الكلي حينها ، إلى جانب الحس الوقائي لدى المواطن بسبب ما ولّده فيروس كورونا، وكذا قلة التحركات جراء العطل الممنوحة لعدة فئات، على غرار النساء وأصحاب الأمراض المزمنة بنسبة 50 في المائة، باعتبار العامل البشري هو السبب الرئيسي في حوادث المرور. وفي السياق، كشف بيان للمندوبية الوطنية للأمن في الطرق، عن تراجع كبير في حوادث المرور خلال السداسي الأول من السنة الجارية الذي شهد تطبيقا للحجر الصحي وفرض قيود على حركة تنقل السيارات، حيث تم تسجيل خلال هذه الفترة 8851 حادث مروري بانخفاض يقدّر ب 2902 حادث مقارنة بنفس الفترة من سنة 2019. كما سجل انخفاض في نسبة الوفيات الناجمة عن حوادث المرور بمختلف ولايات الوطن، خلال السداسي الأول من 2020 بنسبة 21.37 بالمائة، حيث تم تسجيل خلال نفس الفترة نجاة 352 شخص من الموت في حوادث المرور مقارنة مع نفس الفترة من 2019. وسجل في هذه الفترة بالذات وفاة 1232 شخص، من بينهم 1022 من فئة الذكور و210 من فئة الإناث. وأضاف البيان أن عدد الجرحى بلغ 9632 جريح، وبانخفاض قدّر بنسبة 26.45 بالمائة، أي ما يعادل 4288 جريح مقارنة مع السداسي الأول من 2019. وتمثّل الفئة العمرية الأكثر تورطا في حوادث المرور خلال السداسي الأول من هذه السنة، يضيف البيان، تلك التي تتراوح أعمارها ما بين 18 و29 سنة، حيث تسببت هذه الفئة في وقوع 2693 حادث مروري جسماني أي بنسبة 30.43 بالمائة. وتصدّر الأطفال والشباب قائمة ضحايا حوادث المرور، حيث تم تسجيل وفاة 537 شاب لا تتجاوز أعمارهم 29 سنة خلال نفس الفترة، إلى جانب جرح 6499 شاب من ذات الفئة، وهو ما يعادل 54.89 بالمائة من مجموع الضحايا. وشكلت فئة السائقين المتحصلين على رخصة سياقة الأقل من خمس سنوات، المتورطون الأساسيين في حوادث المرور ب4085 حادث مروري جسماني خلال الفترة المذكورة، وهو ما يقارب نسبة 46 بالمائة من إجمالي السائقين المتورطين، يضاف اليهم مستعملو الدراجات النارية الذين تسببوا في 1579 حادث مروري، أي بنسبة 84 ,17 بالمائة من مجموع الحوادث. ولفت البيان إلى أن الولايات الأكثر عرضة للحوادث، هي الجزائر العاصمة التي تبقى تحتل الصدارة في عدد الحوادث، بتسجيلها 390 حادث مروري جسماني، تليها في المرتبة الثانية ولاية المسيلة التي سجلت بدورها 378 حادث، وبعدها ولاية الشلف بتسجيل 379 حادث مروري خلال نفس الفترة المذكورة. وفيما يخص درجة خطورة الحوادث، فقد شهدت ولاية المسيلة، النسبة الأكثر ارتفاعا بالنسبة لمؤشر القتلى، بتسجيلها 77 ضحية و580 جريح، تليها ولايتي الجزائر العاصمة وسطيف بوفاة 58 شخصا على مستوى طرق كل واحدة منهم. وأشار البيان إلى أن اليومين الأول والأخير من أيام الأسبوع، الأحد والخميس، عرفا تسجيل 2616 حادث مروري من إجمالي عدد الحوادث المسجلة خلال نفس الفترة، وذلك بسبب الحركة المرورية الكثيفة التي لوحظت خلال هذين اليومين من الأسبوع. وتعود الأسباب الرئيسية لوقوع حوادث المرور بالدرجة الأولى، إلى الإفراط في السرعة ونقص الحيطة والحذر وعدم انتباه الراجلين، حيث لا تزال السرعة المفرطة تتصدر أسباب وقوع هذه الحوادث.