البهاق هو مرضٌ جلدي طويل الأمد، يحدث بسبب فقدان الجلد لونه الطبيعي، وظهور بقع بيضاء واضحة، قد تشمل الجسم كلّه أو مكانٍ واحد. لكن الوجه والعنق واليدين هي المناطق الأكثر شيوعاً التي يُصيبها المرض، وقد يكون له تأثيرٌ أيضاً في الشعر أو داخل الفم. تختلف الحالة التي تُصيب الفرد من شخصٍ إلى آخر، ولا يمكن التنبؤ بمعدل تأثر الجلد وفقدان اللون. يُصيب البهاق جميع أنواع البشرة، وهو أكثر وضوحاً لدى أصحاب البشرة السمراء. ويمكنه أن يؤثر على الأشخاص من أي عمر، أو جنس، أو مجموعة عرقية. أسباب البهاق (أو البرص) تظهر البقع، ويحدث البهاق، عندما تموت الخلايا الصبغية داخل الجلد؛ هذه الخلايا مسؤولة عن إنتاج صبغة الجلد، الميلانين، التي تُعطي الجلد لونه وتحميه من أشعة الشمس فوق البنفسجية. لكن السبب الدقيق لا يزال غير مفهومٍ بشكلٍ تام، إلا أن بعض الأبحاث تُشير إلى أن البهاق قد يحدث بسبب اضطراب المناعة الذاتية؛ عندما يطوّر الجهاز المناعي للفرد أجساماً مضادة من شأنها أن تدمر الخلايا الصبغية، خلال محاربتها الفيروسات والبكتيريا والعدوى في دفاعها عن الجسم. بمعنى آخر، فإن الخلايا المناعية تهاجم أنسجة الجسم السليمة عن طريق الخطأ. وقد يكون الأشخاص المُصابون بالبهاق أكثر عرضة للإصابة باضطرابات المناعة الذاتية الأخرى. وبحسب موقع وزارة الصحة السعودية، فقد يكون للعامل الوراثي دورٌ أيضاً في زيادة فرص الإصابة بالبهاق. فحوالي 30% من الأشخاص المُصابين لديهم فرد في العائلة يعاني من المشكلة ذاتها. كما أشار الموقع إلى أن هناك دوراً للعوامل العصبية، والإجهاد البدني أو العاطفي؛ ونظراً لأنه لا يبدو أن أياً من التفسيرات يمكنه أن يكون السبب الرئيسي، فمن الأرجح أن تكون كلّ تلك العوامل مسؤولة عن الإصابة بالبهاق. لا توجد أعراض للبهاق؛ عَرَضُه الوحيد بُقع فاتحة اللون على الجلد، تظهر في الغالب مع بداية انتشاره في محجر العين وفي الركبتين، ويكون انتشارها عادةً متماثلاً: - ظهور هالة فاتحة اللون حول الشامة في الجسم، وتزداد هذه الهالات تدريجياً. - تظهر البُقع بشكلٍ أوضح في الوجه وعلى ظهر اليد؛ ومع التقدم بالعمر، تكون الإصابة ثابتة لفترة معينة، وتتقدم ببطء مع الوقت، ولكنها قد تبقى أحياناً إصابة موضعية. - الشيب المُبكر لشعر الرأس، أو الرموش، أو الحاجبين، أو اللحية. وفق موقع Webteb.com، فقد عُرف المرض منذ العام 1000 قبل الميلاد، في الهند. ومن المرجح أنه كان يتمّ التحفظ على كلّ المُصابين بالبهاق، وفي الغالب كان يتمّ نفيهم إلى أماكن غير سَكَنية. ما هو علاج البهاق؟ يؤثر البهاق على ما بين 0.5 و2% من سكان العالم، ولا يوجد علاج نهائي من شأنه أن يُخفي البُقع ويُعيد توحيد لون البشرة، لكن توجد بعض الأدوية قد تساعد على استعادة بعض لون البشرة إذا ما اسُتخدمت مع العلاج بالضوء. وتشمل أبرز العلاجات الدوائية: الأدوية التي تتحكم في علاج الالتهاب: قد يؤدي تطبيق كريم كورتيكوستيرويد (Corticosteroid) على الجلد المُصاب، إلى عودة اللون. وقد يكون هذا الكريم أكثر فاعلية حين يكون البهاق في مراحله المبكرة. الكريم فعال وسهل الاستخدام، ولكن قد لا تلاحظ تغيرات في لون بشرتك، ومن آثاره الجانبية المُحتملة: ترقق الجلد، وظهور خطوط على الجلد. الأدوية التي تؤثر على جهاز المناعة: قد تكون كريمات مثبطات الكالسينيورين (Calcineurin inhibitor) مثل: تاكروليموس (Tacrolimus)، أو بيميكروليموس (Pimecrolimus)، فعّالة لمن لديهم مناطق صغيرة من التصبغ، على الوجه والرقبة. لكن حذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من وجود صلة محتملة بين هذه الأدوية وسرطان الغدد الليمفاوية وسرطان الجلد. ووفق موقع Mayoclinic الطبي، فقد ثَبُت أن العلاج بالضوء والأشعة فوق البنفسجية ضيقة النطاق، حيث يبطئ تطور البهاق النشط، قد يكون أكثر فاعلية عند استخدامه مع الكورتيكوستيرويدات أو مثبطات الكالسينيورين. كما أن دمج العلاج بالضوء مع السورالين قد يكون ناجحاً؛ يجمع هذا العلاج بين مادة مشتقة من النباتات تُسمى سورالين (Psoralen) مع العلاج الكيميائي بالضوء، لإعادة اللون إلى بقع الضوء. يتمّ ذلك بعد تناول السورالين، عن طريق الفم أو وضعه على الجلد المُصاب، حين تتعرض للأشعة فوق البنفسجية. لكن هذا الأسلوب، ورغم فاعليته، يصعب التحكم به وقد تم استبداله في العديد من الممارسات بعلاج الأشعة فوق البنفسجية ضيقة النطاق. ويُشير موقع Cleveland Clinic إلى أن إزالة لون التصبّغ قد تكون خياراً جيداً ما إذا كان البهاق منتشراً، عن طريق وضع عامل إزالة الصباغ على المناطق غير المُصابة من الجلد، فتتفتّح البشرة تدريجياً وتمتزج مع المناطق التي تَغيّر لونها. يتمّ العلاج مرة أو مرتين يومياً، لمدة تسعة أشهر، أو أكثر. هناك احتمال ضئيل بأن يكون اللجوء إلى العمليات الجراحية خياراً، من خلال عملية ترقيع الجلد، حين ينقل طبيبك أقساماً صغيرة من الجلد الصحي إلى مناطق متضرّرة. ويُستخدم هذا الإجراء إذا كان لديك بقع صغيرة، لكن مخاطره تشمل العدوى، والتندب، واللون المتقطع، وفشل المنطقة في إعادة التلوين. طرق الوقاية والتأقلم مع البهاق إذا كنت مصاباً بالبهاق، فالرعاية الذاتية والعناية بجلدك عنصران ضروريان، خصوصاً أن الأشخاص المُصابين هم أكثر عُرضة للإصابة بحروق الشمس؛ لذلك فإن حماية الجلد من أشعة الشمس أمرٌ مهم. استخدموا واقياً من أشعة الشمس مع SPF بدرجة 30 على الأقل. ضعوا كمية وفيرة على المناطق المتصبّغة، وكرّروا العملية كل ساعتين، وبوتيرة أكثر عند السباحة أو التعرّق. وليس هناك ضرورة للقول إن السولاريوم هو ضارّ للبهاق، يمكنه أن يعرّض الجلد الذي تغير لونه للحرق الشمسي، الذي يُبرز بقع البهاق. من المرجح أن يعاني الشخص المصاب بالبهاق من اضطراب آخر في المناعة الذاتية، مثل: التهاب الغدة الدرقية، أو مرض أديسون، أو داء السكري من النوع الأول، أو فقر الدم الخبيث. لا يُعاني معظم المصابين بالبهاق من هذه الحالات، ولكن يمكن إجراء الاختبارات الطبية اللازمة للتأكد من عدم إصابتكم بها. ومن مضاعفات البهاق أيضاً: - فقدان السمع. - تغييرات في الرؤية وإنتاج الدموع. - مشكلات في العين. أخيراً، قد يشعر المُصاب بالبهاق بالتوتر أو الخجل بسبب تغيّر لون بشرته الواضح؛ لذلك من الضروري أن نؤمن له الدعم المعنوي والنفسي اللازم، وأن نساعده في التعرّف أكثر على حالته، وعلى خيارات العلاج، من خلال مساعدته في إيجاد الطبيب المختصّ. ولكن، اطمئنوا، لستم وحدكم.. فالبهاق حالة رافقت، وترافق، عدداً كبيراً من المشاهير، أبرزهم مايكل جاكسون الذي اعترف -بعد الكثير من التكهنات حول تبييض البشرة- بأنه مُصاب بالبهاق. وفي لقاءٍ مع أوبرا وينفري، بتاريخ 10 فبراير 1993، قال جاكسون: "لديَّ اضطراب يدمر تصبغ الجلد، وهذا شيء لا أستطيع القيام بأي شيء تجاهه. لكن عندما يؤلف الناس قصصاً عني في هذا الإطار، فإنها تؤلمني"، وبالفعل تعايش مع هذا المرض وتقبّله جمهوره. اللاعب رشيد والاس مُصاب بالبهاق، وعارضة الأزياء ويني هارلو وزميلتها السعودية شهد سلمان أيضاً، بالإضافة إلى المغني المصري رامي جمال، وأسماء أخرى في مجال عرض الأزياء والتمثيل.